قلب
على
حافّة البحرِ تسيرُ الرّمالُ عرجاء من الخوفِ، تُكررُ خَشْيَتَها الأبَديَّةَ من
السُّقوطَ في الشَّفا. ترْتعِشُ في مشْيِها المُتعرّجِ حتى تحضُنَ الصّخورَ و هكذا
تهدأ.
و
الشَّمْسُ تُجاهدُ غَضبَها اليوميّ و تُعْييها المسافَةُ فَتَقِفُ عندَ مُنْتَصَفِ
الطّريقِ تَتَنَفّس.
تَلْطُمُ
موجَةٌ ساخرةٌ خدَّ الرّمل الأعرَجِ ثمّ تخْتفي في الزّبَد، و الماءُ أبْيَضُ كالمِلْح.
و
حينَ يُعدِّلُ الرَّمْلُ سيْرَهُ تَقْفِزُ موجَةٌ ضاحِكةٌ كفيروزةٍ خَضراءَ
تُبْهِرُ عَيْنَ الشّمْسَ، فتَغْمِزُ إشارَةً للبدء.
و
كما يَنْبَجِسُ رذاذٌ منْ نَبْضَةِ قَلب، يلوح للناظر كوخٌ خشبيٌّ أثْقَلَ عبئ
الرّمال المُتموّجَةِ فتركته في عُهدَةِ الشّمس كآخرِ نورسٍ لم يهاجر. بدا عريشُ
القصَبِ حوْلَهُ جناحانِ بلا ريش.
خُطُواتٌ
على الرّمل تقول اتبعْني.
يُشيرُ
أحدُهم بإنفه و آخَرُ يصْغي بيدِهِ و أذنه، في حين غَمْغَمت الرّيحُ شيئا للسماء.
هسَّتِ الشّمسُ و تَرَكَتْ مكانها للظلّ.
عند
عتبة الكوخِ، كان الثالثُ يَرْسُمُ قلبَهُ و يُزيّنُهُ بالصَّدَف.
حطَّ
الجناحانُ فحملا قَلْبَهُ و طارا.
و
لم ينتبه.
Commentaires
Enregistrer un commentaire