مذكرات عبسلام
الموسم الثالث
الحلقة5
و
قبل أن يلتئمَ الفجر الصادق كان عبسلام يهتدي بالنجم في متاهات الجبل، منحدرا كالسّيل
الأتيّ، يُراوغ ناتئ الصّخر و يطأ أقداحَ الحصى بقدميه فتوري في الداحس طريقه بنور
كزمهرة كير الحدّاد.
ما
أن ارتفعت الشمس قدر رمح في السّماء حتى بدت له سِِدْرَةٌ عند منتهى البصر فعجّل يطلبها
قبل أن يشتدّ الضحى.
فَإذا
نَبِقُهَا كَأنه قِلالُ هَجَرَ وورقُهَا كَأنه آذَان الْفُيُولِ، و في أَصلها أَربعُ
مغاراتٍ و قد غشِيتْها ألوانٌ لم يشهدْ عبسلام لها مثيلا، و الناموس يتراقص بين أغصانها
مزهوّا و له طنين.
تفحّصَ
عبسلام المغاورَ فإذا هي اثنتان ظاهرتان و اثنتان باطنتان، فأما الباطنتان فليَرْبوعٍ أبْيض و حيّةٍ رقطاء، و الباطنتان فإحداهما
لقبيلة ذَرٍّ و الأخرى لقومٍ من دبابير لويزيانا.
و فجأة، ظهر نورٌ ساطع ملأ المشرق و ظلّ يقترب
نازلا حتى انتصب فوق رأسه ، فإذا به شيخه عاقدا الجبين، فخرّ عبسلام ساجدا...
Commentaires
Enregistrer un commentaire