مذكرات عبسلام
الموسم2
الحلقة12
و
هكذا، دخل عبسلام نهاوند مساءً و ظلّ يتسكّع في أرجائها متتبّعا مجالسَ اللهو و
الغناء أيّاما و لياليَ ملازِما القيانَ و المُطربين حتى مَازَ بين الرّاست و الحجازي
و حفظَ بأذنيه ما لم يقدر عليه أحذَقُ الصّناع و فاق معبد و ابن المهدي و الموصليّ. فصار يلعب بالدّو و يقذف
بالصول في الزّيت فتخرُجَ زلابية لو أبصرَها زريابُ لما تغرّب بين القوطِ و
الوندال...
قال
عبسلام "لَكلُّ منْ أتْقَنَ النّهاوَنْدَ كمنْ لمْ يُتْقِنِ، محتقرٌ في
حضرتي، كشعرَةٍ في مبْعَري"، ثم نظر حوله.
و
رأى ذلك حَسَنا.
في
القيلولة توضّأ و استخار ثم اضطجع على شقّه الأيمن و نوى أن يرى شيخه فيستأذنه في
السفر.
-يا
عبسلام قم فأدبِرْ، إن القوم يكيدونَ لك و قد أجمعوا على عقرك، فانْجُ بِسَحَرْ، إنّا
مُهْلِكوهم في الدُّبُر، و لا تنظر خلفك فيُصيبَكَ عذابٌ مُسْتمرّ، قَدْ صَدَّقْتُ
الرّؤْيا فقمْ.
فَزَّ
عبسلام مستبْشرا و جمع أغراضه و أقعى يترصّدُ الصّبح.
Commentaires
Enregistrer un commentaire