في مكانٍ بَعيدٍ في سَهلٍ أجْرَدَ،
لا زَرْعَ فيه و لا ماءَ.
أطيافٌ ذابِلَةٌ تَتَراقَصُ تَحْتَ أشِعَّةِ شَمْسِ الضُّحىٌ.
الهَواءُ غُبارٌ
كَذَرّ الرّمادِ.
و الأنْفاسُ نارٌ تَسْتَعِر.
و الأجسادُ تَغْرَقُ في نَشْوَة
الكَشْفِ و الوَصْل و الغِياب .
في لَحْظَةِ صَمْتٍ يقول:
هاتي يدَكِ، ولْتكُنْ قُبْلَتي الآخِرَه.
لوْ أنَّكِ مثلي
إكتَفَيْتِ عِنَاقًا فَقومي معي،
حُلُمٌ يانِعٌ و الرّؤى في يدَيْنا و أنْتِ أنا،
فَلْنُؤَجِّلْ عِناقَ النَّهْدِ إلى قابِلٍ.
سأقيمُ هنا صَرْحًا، أبْنيه بكَفّي و
أرْفَعُهُ في عَنانِ السَّماءِ.
نَبْنيه بِكَفّيْنا و نُعَلّيهِ حتّى عنان السّماء..
لِنُفَجِّرْ لَنا عَيْنَ ماءٍ تَسيلُ فَتَغْمُرَ وَجْهَ التُّراب
كَنَهْرٍ الحَياة.
و تَفيضُ عيون الأرضِ كَضحْكَةِ طفْلٍ بريءٍ و أغْصانُ الوردِ
تَصيرُ لنا فَيْئًا،
في جَنّةِ حبٍّ وارِفَةٍ الظِّلِّ..
لو تَظَلّي مَعي،
سَيكونُ جميلا أن تَبْقَيْ.
كَلِماتٌ فاضَتْ بها نَفْسُه،
مِثْلَ شَهْقَةِ من طارَتِ الرّيحُ
بهِ عالِيا للبَعيدِ.
هاتي معكِ الفأسَ تَهْوي على الصّخْرِ و الحَجَرِ .
ثَبّتيي خطوتي مَرّةً،
واشْدُدي هِمَّتي سَاعَةً و ضَعي معطَفي إنْ
أحْسَسْتِ برد المَسَاء و انكسارَ الرّياح على خَدّكِ.
لنُفَجِّرْ هنا نَبْعًا، مَوْطِنا للخُلود.
لو أنّكِ تَحْتَمِلينَ جُنُوني و أَشْواقي و قَليلَ كَلامي!
لِيَكُنْ! قالتْها كَزَقْزَقَةِ الطَّيْرِ قَبْلَ الغُدُوِّ و
قَبْلَ شُروقِ الصَّبَاح.
و مَضى زَمَنٌ ثُمَّ انْبَجَسَ الماءُ مِنَ الصّخْرِ العَنيد.
و اخْضَرَّ السّهلُ و أينع ثَمْرًا و ....ضَجَّتْ منه السماء.
ـــــــــــــــ
سَارَتِ الرّكبان بِأخْبارِ العَيْنِ أبْعَدَ من رُؤْيا العَيْنِ.
و رَوى النّاسُ في الأسمارِ حَكاياهما عَجَبًا:
لَعْنَةٌ أنْزَلَتْها السّماء.
Commentaires
Enregistrer un commentaire