مذكرات عبسلام
الموسم2
الحلقة11
مَعَ
غَبَشِ الفجرِ كان عبسلام في طريقه إلى الشمال وحيدًا إلا من إيمانٍ وَقَرَ في القلبِ و صوت شيخه يحثّه على المسير
عبر الجبال و السّهوب و القيعان و الفيافي و الوديان القاحلة و الغدران الرّاكدة
تحت سماء متَجهّمةٍ و غريبة.
مضى
شهرٌ منذ أن غادر عبسلام الديار و الأوكار، و هاهو الآن ينتصب كالفارس على جسر
الأهواز الأبيض و عيناه تبرقان كالقطّ في الظلام.
و
دخل المدينة مطمئنا
و
لما غلبه الجوع قام يستطعم أهل المدينة فضيَّ فَهُ بعضهم و آوَوْه
و
ما أن انفجر الصباح حتى فارقهم و لسانه يلهج بالحمد و الثناء و الدّعاءِ لهم
بالبركة و الرّخاء و على عدوّهم بالهَلَكِ و الوباء...
ثمّ
صعّدَ لا يلوي على شيء إلا ملْء جُعبته من نهاوند.
قال:
والله لوددت أن أعمل كما عمل طليحة الأسدي، و لكنّ يأبى شيخي، ثم استدار حتى بلغ
الموضع الذي قُتل فيه نظام الملك فأقام الصلاة و دعا له بالرحمة متوسّلا بشيخه
رضيَ الله عنه و لا عنا الآخرين في سرّه و يهيلُ التراب على يافوخه تبرّكا حتى
نام.
Commentaires
Enregistrer un commentaire