الموسم الثالث
الحلقة1
عاد عبسلام إذنْ مُظفّرًا و استقبله المعجبون و ضجّت بهم
منبليزير حتى عادت كالطود العظيم في انتصابها و ازدهائها بين خفق البنود و رفرفة
الأعلام، و دخل الصرح قبل صلاة العصر مرفوعا فوق الرقاب على إيقاع الدفوف و حفيف
سعف النّخيل.
كان يوما لا ينسى.
أرسل عبسلام رسولا إلى سمية أني آتيك ليلا فامتشطي و
استحدّي.
و تلقاه الشيخ بالأحضان ثم نادى في الناس: الصلاة جامعة.
و كانت خطبة عصماء:
أيها الناس! اسمعوا و عوا، هذا
عبسلام و قد علمتم فضله قد عاد بالخير معقودا في ناصيته فكونوا عباد الله إخوانا و
قوموا من حينكم فبادروا إلى ميراثكم،
فإن الأرض يرثها عبادنا الصالحون، ألا قد بلّغت.
عباد الله! من كنت مولاه فإنّ
عبسلام مولاه، ألا قد أنذرت!
يا عبسلام، أنت مني بمنزلة هارون
من موسى فتفقّدْ إن كان في عينك قذى فلأتفلَنَّ في عينك حتى تعود كعين اليمامة.
ثم نزل الدرج و عبسلام يتبعه حتى
غابا في الرّواق.
و في الخلوة استأذن عبسلام في
الدخول على أهله و ذكّر شيخه برحلة السيشل.
قال الشيخ:
-أنت أهل لهذا يا ولدي، فافعل ما
بد لك فإنك مغفورٌ خطاياك، و لا نامت أعين الجبناء.
ركع عبسلام أمام شيخه ثم عاد
القهقرى على أثاره بهدوء و هو يَلْهج:
يا سيّدي أنجز حرٌّ ما وعدْ__و
الحرّ من أعطى أخاه ما وجدْ
و في البيت وجد سمية مهمومةً قد
أدركتها لعنةُ حوّاء، فرفع عصاه و انطلق إلى السيشل يحمله الهوى على جناحه.
و ما كاد الصيف ينتهي حتى عاد عبسلام
و قد اصطبغ جلده بلون برونزيّ يغوي الناظرين و الناظرات، و دخل على شيخه يخططان
للرحلة الغربية و ملكٍ لا يبلى.
Commentaires
Enregistrer un commentaire