البارحة
حدَث هذا البارحة، و الآن فهو في الماضي، و الماضي لا
يكون حديثا أبدًا، لذلكَ فكلّ ما أحدّثكم به الآن لا علاقة له بما يحدث الآن.
مرّ كثيرٌ من الوقت، ما يملأ حوض الزهور النائمةِ
بالظلّ، أو ما يكفي لأفشل في الاستيقاظ من اليقظة التي تفيض من عيني.
ممدّدًا هنا، تحت السّماء، أحاول أن أفرغَ نفسي لأنام.
الأصوات البعيدة المتردّيَة من وراء الجدران يسكُنُ هديرُها شيئا فشيئا و تضيع و
تَضيعُ معها أشكالُ الأزقّة و الطريق.
أجهدُ لإفراغ نفسي، أنسى من أكون، "أنا لا
أكون"، "أنا لا أعرفُ من أكون" –أردّد هامسا، فأتخيّلُها تقفزُ
منّي و تندسّ في حوض الزهور النائمِ...
لكنّها لا تُغادر.
يأتي الصّباح، صباح الأحد بطيء و سريع، أفرغُ حوض
الزّهور المستيقظة معيدًا تشكيلَ ملامحي و أمضي أتبعُ نصف النهار الضائع.
Commentaires
Enregistrer un commentaire