مذكرات عبسلام
الموسم3
الحلقة2
غرق
الشيخ في أريكته و جمع يديه على صدره حتى تراءت له صور الأيام الخوالي فأغمض عينيه
و ترك النّحلةَ ترتع و تُجمّعُ رحيق الذكريات...
-يا
عبسلام، تنطلقُ قبل العيد فتعبرَ إلى الجزائر، لكنك لن تبيت في الشيراطون و لن
تذهب إلى السودان...
-ثم
تنهّدَ و تمتم كمن يُسرّ إلى نفسه: اللهم مالك الملك، تنزع الملك ممن تشاء، إييييه
يا بُنيّ! كانت أيّامَ جمر متوقّد، الحمد لله يعزّ من يشاء.
-يا
شيخي، تقول سميّة أنك فقدت نعلك الأصفر يومذاك، و أنك قطعت الجبال حافيا حتى دميَتْ
قدماك لولا أن قيّض الله لك دابّة من حمر النّعم!
-لا
عليك يا عبسلام...
-سأبذل
جهدي لأعثر على نعلك الشريف و حيثما أجده سأرفع صرحا و أوقد نارًا.
-لا
عليك يا عبسلام
-أكان
ذلك عبر جبل الشعانبي يا شيخي؟
-إنه
جبلٌ مبارك، و فيه غارٌ و عنكبوت و حمامة... كنت على قمة الجبل حين اهتزّ من تحتي
لمّا صحتُ فيه: أثْبُتْ شَعْنوب، فاستقرَّ باذن ربّه.
-و
لماذا لم تدعُ ربّك أن يطبق عليهم الشّعنبين! تالله لو فعلت لعجّل ميكائيل فما
أبقى منهم ديّارا!!
-أنت
غرٌّ يا عبسلام... أما ترى اليوم أن الله أخرج من أصلابهم من يقدّر الله حق قدره!
-ما
أعظم تدبيرك يا سيّدي، فكأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ، وكأنّما أنصاركَ الانصارُ!
ثم كان الفتح المبين؟!
-كلا
يا ولدي، مازلنا تحت الشجرة يا عبسلام، و قد جاءتني الرؤيا بالبشارة و قريبا ندخل محلّقين
مقصّرين، الكيسَ الكيسَ يا بُنيّ.
-حكيمٌ
أنت يا مولاي، ثم ماذا أفعل إذا عبرت الحدّ؟
-تذهبُ
مباشرةً إلى قصر المرادية...
Commentaires
Enregistrer un commentaire