مذكرات عبسلام
موسم2
الحلقة5
لمّا اكتمل القمرُ دخلَ عبسلام على الملك يودّعه كما
تقتضي السّفارة، فوجد عنده عبْفَتّاح، رَجُلٌ أسمرٌ من بلاد الكنانة خيرِ أجناد الأرض،
فانقبضتْ نفسه و خَشِيَ أن يسْعى له بينَ يديْ الملك فاستأذَنَ و عجّل مسرعًا إلى
حيثُ يقيم.
كانت
الجارية تُعدّ العدّة للرحيل و قد تزنّرت بخمارها و شمّرت ثوبها مرشوقًا إلى
خَصْرها... مشهدٌ جعل عبسلام ينعظ مثل صاروخ على أهبة الانفجار.
-يا
أمَهْ! ما تقولينَ في نَكْحةِ الوداع؟
-مازال
في النفس رمقٌ يا مولاي...
-أمّ
أنا فلا!، فما تقولين في نكحة العتق؟
-إن
عجَّلْت بها مكتوبةً فنعم النكحة.
خطّ
عبسلام العقد على رُقعةٍ ثم خًتَمَهُ و أرْخى التّكّةَ.
في
الخارج، قال عبسلام لفتاه: قدِ اتّخذْتُكَ دليلا فأشِرْ عليّ! أأركبُ مرحلةً و
تركبُ أخرى أو نركَبُ معا؟
قال
الغلام: بل نركبُ معا فهذه مفازَةٌ لا تقدرُ الرّيحُ على قطْعها و لا السّرحانُ
يلُمُّ بها مع الدّجى زَوّارُ.
و
انطلَقا حتى ابتلعتهما الصّحراء.
Commentaires
Enregistrer un commentaire