قـــلـــق
قلت "لا"، بيَدٍ مُتوتّرة، "أنا قلق".
لا أعرف إن كنت فعلا أشعر بالقلق، أو إن كنْتُ فعلا أستطيع، ربما مرّةً
أخرى أحاول.
أنا قلق فحسب، و ليس لديّ الوقت لأفكّر في هذا.
السّماء الآن تتمدّد قاتمةً في اتجاه الغرب، تتجاوز المرتفعات و تسقط هناك
تاركةً بعض الوهج الميّت فيعطي انعكاسُه شكلا ميتا للتلال، و إن لم تفقد دفأها بعد.
ثمّ، في هدوء، تزفر الأرض زفرتها الأخيرة بارِدةً مُثلّجة و تهدأ.
الظلام يغرقُ المكان. أسمع صوت الأشجار. صامتة. أعرف صمتها، لا حياةَ فيه.
يقفُ هناك بانسجام مع المشهد، الظلام يُفتت وحدةَ وجوده فينثُره قِطعا كأنْ
لم تجْمَعها صِلة من قبل. روائحُ باهتة للحمٍ مُقْشعرّ بالعرق و شعرٍ مُملّحٍ
بالتجاعيد، وهمٌ متناسق لجلْدٍ مُرقّعٍ بألوان الجروح تكسو عظاما ناتئةً هي
الوحيدة الثابتة في هذا الكلّ المنفصل، تنهارُ ساقاه، تَجْحَظُ عيناه، شيءٌ كبقايا
اللهب البارد يُبهرجُ الهالة التي تلبسه في الظلام فكأنّه يذوبُ في محلول معتّمٍ
من التلاشي، لكنّه واحد.
تتشكّل الآن جلبة من حوله تُعيد ترتيب شكله القاسي، فيلفظه الظلام.
Commentaires
Enregistrer un commentaire