مذكرات عبسلام
الموسم2
الحلقة18
مرّت
الليلة في الدير بسلام، أكل عبسلام من لحم المسيح و ارتوى من دمه بعد قرَم حتى
أصابته التخمة، ثم، يخلو حفظه الله بنفسه يمصّ ريقه و ينشد أشعارا يحفظها حتى بلغ
قول الشاعر:
تـرى عنـدنا ما يُسخِطُ اللهَ كلّهُ__من العمل المرْدِيْ الفتى ما خلا الشِّرْكا
تـرى عنـدنا ما يُسخِطُ اللهَ كلّهُ__من العمل المرْدِيْ الفتى ما خلا الشِّرْكا
و ما كاد يتم البيت حتى
انشقّ الحائط من أمامه و أضاء القبو بنور مبهر جعل عبسلام يغمض عينيه بيديه.
صاح الصوت:
يا دير حنة من ذات
الأكيراح__ من يصْحُ عنك فأني لست بالصاحي
يعتاده كل
محفوف مفارقه__ من الدهان، عليه سحق أمساح
كاد قلبه أن ينفطر لولا
بأسه الشديد في مثل هذه المواقف، و هو ما أضحى معروفا عنه، قال:
-ويحك يا زوبعة، قد عرفتك!
كدت أن تهلكني، كيف حالك و ما أحوال التوابع و الزوابع في هذا الزمان، إن شيخي
ينتظر عرفاءكم للمبايعة، فأخبرهم متى رجعت.
أسقط في يد زوبعة كأن
أحدهم أهال عليه سطلا من الماء البارد فأخمد نوره فبدا كالتيس الذي هزُلَ للتوّ.
-قد أعلنت ولائي لك و
لشيخيك، يا لكراماتكم أهل منبليزير! أما أفزعتك يا سيد عبسلام؟!
-قد ربط شيخي على قلبي و
رُكبَتيَّ فأصبحت مُصفّحًا و لو اجتمع الثقلان.
-تمنَّ عليّ!
لم يُفكّر عبسلام، كأن
الطلب مرسومٌ على شفتيه منذ الأزل:
- إيتني بالمقصود في هذا
البيت:
شربتْ أعطافُه خمرَ الصبا__
وسقاه الحسنُ حتى عربدا
-بأبي أنت و أمي! أتجيد
العضَّ يا مولاي!
تورّدت خدود
عبسلام خجلا كالبكر في خدرها، ثم همس:
أكتم السرّ يا
زوبعة و عجّل و لا تماطلني بقول "ذكّرني غدا".
و نختصر
المقال هنا.
قبل الفجر كان
عبسلام يسعى في الدروب يبحث عن مقتدى الصدر.
Commentaires
Enregistrer un commentaire