الموسم3
الحلقة 22
قال عبسلام: أخرجوا جميعكم فتحسّسوا خَبَر السّماء، و لا
يبقى معنا غير وصيفتها هذه!
و أشار إلى أشدّهنّ حسنا، و قال: ما اسمك يا فتاة؟
قالت: رتاج
فقام عبسلام يلطمُ و يحثو بيديه على رأسه:
أُحاذِرُ أنْ أُدْعَى وَ حَوْضِي مُغَلِّقٌ__إذا كانَ يَوْمُ
الوِرْدِ يَوْمَ حِجَاجِ1
ألَمْ تَرَني عاهَدْتُ شيخي، وَإنّني__لَبَيْنَ رِتَاجٍ موصَدٍ
و رِتاجِ،
على قَسَمٍ، لا أنكحُ الدّهرَ ذي جِنَّةٍ__و لا خارجا مِنْ
فِيَّ سوءُ لِجاجِ
قومي يا أمة فاكشفي عن وجه مولاتك و اضربي بخمارك على جيبك فإنّ
النيران في الحشا موقدة أبدا و قلبي جُبِلَ على عشق كلّ جميل.
و دنا عبسلام من الحورية يجسّ معصمها و يتحسس نبضها و تشمم
نفسها و هي في كلّ هذا لا تعي و لا تُدرك.
و بين أسنانه سُمع هسيسُ كلمات:
وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا__بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم 2
فكّر عبسلام مليّا ثم قرّر أن ينفُخَ فيها الرّوح بأمر ربّه.
-يا جارية! أميلي رأسها هكذا حتى أنفخ، فإذا نفخت فسدّي أنفها.
و كان ذلك كذلك فإذا بالحورية تشهق و ترتجف كأنما أصابتها رِعدةٌ،
و ما هاله إلا و الجارية تطوّقُ عنقَه و تغمرُه بفيض من القبلات شكرا لإنقاذه سيدتها.
-مَهْ يا جارية! ما نريد منكم جزاء و لا شكورا، ما زال أمامنا عمل
حتى تُشفى فلا تسأليني عن شيء حتى أحدثَ لك منه ذكرا.
ثمّ عاد يجُسّ نبضها و يمرّر راحتيه على ضامر خصرها فأحدث ذلك دغدغة
فإذا بها كأنّها أصابتها قشعريرة فصدرت عنها حشرجات و تأوّهات متقطّعة، و قفزت الجارية
تُطوّقُ عنق عبسلام مرّةً أخرى.
-افرنقعي يا أمه! أنترك الشمس و نُعانقُ القمر! تبا لك.
ثم عاد يتأمّلُ العليلة.
قال مخاطبا الجارية من وراء ظهره:
-أتعرفين يزيد ابن معاوية؟
-إيه، عليه اللعنة!
-أوه... انسي أمره...
ثمّ تأوّه من بين أسنانه:
أرى أنّها قد مَسّها بعضُ أسهمِ__فما هذه إلا سـجيّـةُ مُغـــرَمِ! 3
نحن نداويها ببركة شيخي، هيا أخرجي فبشّريهم على أن لا يدخل علينا
أحد حتى نأذن له.
و مكث معها في الغرفة لا ثالث لهما...
ــــــــــــــــــــ
1 الفرزدق بتصرف
2 يزيد ابن معاوية
3 يزيد بتصرف
Commentaires
Enregistrer un commentaire