وحش الفلاه، شخصية حقيقية فريدة من نوعها. الرجل يجمع بين العلم الديني الغزير والفطنة الدنيوية التي لا تخمد. بجبّته اليمنية وعمامته المالكية ومحفظته الجلدية التي تتحدّى الدهر، ولحيته الصغيرة وشاربيه المحفوفين، والسبحة في أصابعه تدور كما سِني عمره الذي تجاوز الدائرة السابعة، والساعة في معصمه تنبض كما قلبه، خفقة بخفقة، لم تتعب يوما ولم تتوقّف.
ذات يوم،
والفصل صيف، ورائحة الكساد تعبق فتملأ الفضاء ولا تجد منافسا إلا في رائحة البخور
المنبعث من سقيفة الجيران، فتتعانق الرائحتان وتلتويان وتتأوّهان وتملآن الهواء
حتى مخدع شيخنا.
اليوم شيخنا لا يَقِيلُ.
تعتمل الأفكار في رأسه فتقضّ مضجعه وتُقلّب جسمه الصغير ذات اليمين وذات الشمال حتّى تكركرَ النّسماتُ إليه شذا البخورِ وريّا اللّبان و القرنفل فتُذْكي حسرته وإحساسه المستميت بالإفلاس و القحط. وفجأة يستوي جالسا؛ لقد ولدت فكرة !
اليوم شيخنا لا يَقِيلُ.
تعتمل الأفكار في رأسه فتقضّ مضجعه وتُقلّب جسمه الصغير ذات اليمين وذات الشمال حتّى تكركرَ النّسماتُ إليه شذا البخورِ وريّا اللّبان و القرنفل فتُذْكي حسرته وإحساسه المستميت بالإفلاس و القحط. وفجأة يستوي جالسا؛ لقد ولدت فكرة !
2 ــــ
غدًا الجمعة، تمتم الشيخ. غدا يأتي الناس
فيملؤون السوق، غدا يأتي أهل الغرس والذّود، غدًا يأتون من كل صوب، فلان وفلان...،
غدًا لناظره قريب .
انتصب واقفا وهرول حافيا نحو الباب، جذب الباب إليه و مدّ عنقه و نادى في الزّقاق أحد الذََّرّ الذين لا يقيلون وهمس إليه بشيء، فأطلق الطفل ساقيه للريح -عشر ملاليم صفراء مثلَ كن فيكون .
لم يُغمض له جفن .أليس الغَدُ بقريب ؟
ثمّ كانت الجمعة .
وجاء من أقصى المدينة رجل على حماره يسأل في السوق عن فلان ابن فلان: إنّ في أرضه كنزًا مخفيّا وقد بلغ أجله و شاء ربّك أن يستخرجَ كنزه وإنّي له لمن الناصحين. وغاب في الزّحام .
وشاع الخبر حتى وقف كلّ فعّال للخير أو هماّز مشّاء بنميم يترصّدون السكك والطرقات، كلّ يريد السّبق لنفسه وأن يتّخذها زُلفى -إلاّ شخصا واحدًا كان في الطريق الى صاحب الكنز قبل أن يتبيّن الخيطان فيلْتَقفه ويُهيئه للواقعة الكبرى.
- " السلام عليكم "
وحديث عن انحباس المطر و قلّة المرعى...
وعلى غفلة من الزّمن يُدخله في القفص:
-الناس في المدينة يتحدّثون عن كنزٍ تالدٍ مخفيّ في أرضك وأنّهم أخبرهم فُلان الصّادق الأمين!
و وسط دهشة الفلاّح انقضّ عليه بالنّصيحة- و الدّين النصيحة:
-لا أعلم أحدًا أدرى بأمور الكنوز و الذخائر من صاحبنا وحش الفلاه، سنعرُج اليه الساعة قبل السوق، و قاسمه انه له لمن الناصحين و دلاّه بغرور ...
انتصب واقفا وهرول حافيا نحو الباب، جذب الباب إليه و مدّ عنقه و نادى في الزّقاق أحد الذََّرّ الذين لا يقيلون وهمس إليه بشيء، فأطلق الطفل ساقيه للريح -عشر ملاليم صفراء مثلَ كن فيكون .
لم يُغمض له جفن .أليس الغَدُ بقريب ؟
ثمّ كانت الجمعة .
وجاء من أقصى المدينة رجل على حماره يسأل في السوق عن فلان ابن فلان: إنّ في أرضه كنزًا مخفيّا وقد بلغ أجله و شاء ربّك أن يستخرجَ كنزه وإنّي له لمن الناصحين. وغاب في الزّحام .
وشاع الخبر حتى وقف كلّ فعّال للخير أو هماّز مشّاء بنميم يترصّدون السكك والطرقات، كلّ يريد السّبق لنفسه وأن يتّخذها زُلفى -إلاّ شخصا واحدًا كان في الطريق الى صاحب الكنز قبل أن يتبيّن الخيطان فيلْتَقفه ويُهيئه للواقعة الكبرى.
- " السلام عليكم "
وحديث عن انحباس المطر و قلّة المرعى...
وعلى غفلة من الزّمن يُدخله في القفص:
-الناس في المدينة يتحدّثون عن كنزٍ تالدٍ مخفيّ في أرضك وأنّهم أخبرهم فُلان الصّادق الأمين!
و وسط دهشة الفلاّح انقضّ عليه بالنّصيحة- و الدّين النصيحة:
-لا أعلم أحدًا أدرى بأمور الكنوز و الذخائر من صاحبنا وحش الفلاه، سنعرُج اليه الساعة قبل السوق، و قاسمه انه له لمن الناصحين و دلاّه بغرور ...
3ـــــــ
ما أطول الساعات وما أملّها! توضّأ على عجل وهرول نحو المسجد. كان
أوّل الواصلين، نقر ركعتي الفجر وتوسّد مرفقه واتكآ و سرح خياله...
سنةُ جفاف ونكد؛ انحبس الغيث وقلّت الأرزاق وتقطّعت السبل. حرارة الصيف فاقت كلّ احتمال وأيامه أضحت أثقل من الرصاص، ولن تُمطر السماء أرزاقا، إنّما تُؤخذ الدّنيا غِلابًا، والله غفور رخيم .
أدار المفتاح. أخرج كرسيّا خشبيّا وانتصب أمام دكّانه جالسا يترقّب .يترقّب أوّل الزّبائن .
في ما مضى، عمل شيخنا في كلّ شيء:حلاّق، حدّاد، نجّار، طبيب، بيطريّ، مُقرئ، سمسار، تاجر – والتجارة تسعة أعشار الرّبح.
وفي غمرة الانتظار يأتي الفرج؛ "إن بعد العسر يسرا"، أسرّها الشيخ وتشاغل بالتسبيح لما لمح زبونه القادم مُصعّدًا التلّةَ من بعيد.
السّلام عليكم. إن أخي هذا يريدك في أمر .
وعليكم السلام، سبحان الله سبحان...أهلا بسي عامر شرّفتنا تعال واجلس .
ينزل سي عامر من صهوة حماره وقد انتفخ صدره ويربط دابّته إلى الحلقة التي يربط فيها الزبائن دوابّهم ويُسند ظهره إلى الحائط ويجلس القرفصاء، لكن وحش الفلاه يدفع إليه الكرسيَ: لا لا، أنت ضيفي، لا يجوز، اجلس واسترح. وهنا يتدخّل واسطة الخير: يا عم صالح ( اسمه الحقيقي )، سي عامر له كنز مخفيًّ في أرضه التي تعرفها ولكنه لا يعرف كيف يستخرجه وقد سألني فأخبرته أن هذا نبأً عظيم، عليه أن يستعين عليه بالكتمان وسؤال أهل الذّكر و قد عجلت إليك لترى.
بوركت بُنيّ، انصرف الآن واكتم الخبر .
-سي عامر : كيف سأخرج هذا الكنز يا عم صالح؟
-هنيئا لك يا سي عامر، سترتاح من أعمال الحقل ورائحة الرّوث والطين، قد كافأك الله على قدر نيّتك! هل تخيّرت واحدة جديدة شابّة بكرًا بضّة فََضّة دلاصا تلاعبك وتلاعبها ؟
-هيه يا عم صالح، يعمل الله دليل، لنخرج الكنز أوّلا.
لا تخف الكنز مضمون وقد عرفت مكانه، لستُ في حاجة إلى التفاصيل، استعن بالصبر وطول البال و استعدّ للمصاريف...
-وكيف عرفت مكانه ؟
-هذا سرّ، ولكن من أجلك سأحدّثك: شجرة الخرّوب التي وراء بيت الطّوب في أقصى أرضك؟
-تلك الشجرة الملعونة... سأكلّم عمّار ولد بلقاسم يأتي بالجرّار و يقتلعها.
-إيّاك ثم إياك، تلك هي العلامة والدليل، هات الآن تسبقة لشراء البخور وبعض الاشياء الاخرى... يلزمنا بخور خاص لاستحضار الجنّي زوبعة الأكبر فهو الوحيد القادر على تثبيت الكنوز الكبيرة ...
-هههه جنّي... كنوز كبيرة؟؟؟؟!!!!
-اي نعم ياسي عمر، مثل شجرة الخرّوب، حارسة الكنز. يلزمنا الكثير من البخور الخاصّ و الرفيع، يُجلب من اليمن أو من مراّكش، الكيلو الواحد بثمن قطيع من الغنم، يكفينا ثلاثة من كباشك المُلح. زوبعة لا يرضى بالرّخيص يجب أن نُراضيه وإلا ضاع كل شيء إلى الأبد .
-أمهلني أسبوعا.
-أسبوع واحد لا غير ، يجب أن ننجز العمل قبل انقضاء برج الأسد، زوبعة وأعوانه ينصرفون عندها لإحداث الزّوابع والبرق والأعاصير. لا يوجد حلّ آخر. و إن استطعت أن تأتيني حتى بثمن كبش واحد فافعل يجب أن أدفع العربون لأحد التجار... الوقت يداهمنا .
-اعطيك ما عندي الآن، وسأنصرف إلى السوق فقد طلع النهار ...
ونام الشيخ ليلتها قرير العين.
سنةُ جفاف ونكد؛ انحبس الغيث وقلّت الأرزاق وتقطّعت السبل. حرارة الصيف فاقت كلّ احتمال وأيامه أضحت أثقل من الرصاص، ولن تُمطر السماء أرزاقا، إنّما تُؤخذ الدّنيا غِلابًا، والله غفور رخيم .
أدار المفتاح. أخرج كرسيّا خشبيّا وانتصب أمام دكّانه جالسا يترقّب .يترقّب أوّل الزّبائن .
في ما مضى، عمل شيخنا في كلّ شيء:حلاّق، حدّاد، نجّار، طبيب، بيطريّ، مُقرئ، سمسار، تاجر – والتجارة تسعة أعشار الرّبح.
وفي غمرة الانتظار يأتي الفرج؛ "إن بعد العسر يسرا"، أسرّها الشيخ وتشاغل بالتسبيح لما لمح زبونه القادم مُصعّدًا التلّةَ من بعيد.
السّلام عليكم. إن أخي هذا يريدك في أمر .
وعليكم السلام، سبحان الله سبحان...أهلا بسي عامر شرّفتنا تعال واجلس .
ينزل سي عامر من صهوة حماره وقد انتفخ صدره ويربط دابّته إلى الحلقة التي يربط فيها الزبائن دوابّهم ويُسند ظهره إلى الحائط ويجلس القرفصاء، لكن وحش الفلاه يدفع إليه الكرسيَ: لا لا، أنت ضيفي، لا يجوز، اجلس واسترح. وهنا يتدخّل واسطة الخير: يا عم صالح ( اسمه الحقيقي )، سي عامر له كنز مخفيًّ في أرضه التي تعرفها ولكنه لا يعرف كيف يستخرجه وقد سألني فأخبرته أن هذا نبأً عظيم، عليه أن يستعين عليه بالكتمان وسؤال أهل الذّكر و قد عجلت إليك لترى.
بوركت بُنيّ، انصرف الآن واكتم الخبر .
-سي عامر : كيف سأخرج هذا الكنز يا عم صالح؟
-هنيئا لك يا سي عامر، سترتاح من أعمال الحقل ورائحة الرّوث والطين، قد كافأك الله على قدر نيّتك! هل تخيّرت واحدة جديدة شابّة بكرًا بضّة فََضّة دلاصا تلاعبك وتلاعبها ؟
-هيه يا عم صالح، يعمل الله دليل، لنخرج الكنز أوّلا.
لا تخف الكنز مضمون وقد عرفت مكانه، لستُ في حاجة إلى التفاصيل، استعن بالصبر وطول البال و استعدّ للمصاريف...
-وكيف عرفت مكانه ؟
-هذا سرّ، ولكن من أجلك سأحدّثك: شجرة الخرّوب التي وراء بيت الطّوب في أقصى أرضك؟
-تلك الشجرة الملعونة... سأكلّم عمّار ولد بلقاسم يأتي بالجرّار و يقتلعها.
-إيّاك ثم إياك، تلك هي العلامة والدليل، هات الآن تسبقة لشراء البخور وبعض الاشياء الاخرى... يلزمنا بخور خاص لاستحضار الجنّي زوبعة الأكبر فهو الوحيد القادر على تثبيت الكنوز الكبيرة ...
-هههه جنّي... كنوز كبيرة؟؟؟؟!!!!
-اي نعم ياسي عمر، مثل شجرة الخرّوب، حارسة الكنز. يلزمنا الكثير من البخور الخاصّ و الرفيع، يُجلب من اليمن أو من مراّكش، الكيلو الواحد بثمن قطيع من الغنم، يكفينا ثلاثة من كباشك المُلح. زوبعة لا يرضى بالرّخيص يجب أن نُراضيه وإلا ضاع كل شيء إلى الأبد .
-أمهلني أسبوعا.
-أسبوع واحد لا غير ، يجب أن ننجز العمل قبل انقضاء برج الأسد، زوبعة وأعوانه ينصرفون عندها لإحداث الزّوابع والبرق والأعاصير. لا يوجد حلّ آخر. و إن استطعت أن تأتيني حتى بثمن كبش واحد فافعل يجب أن أدفع العربون لأحد التجار... الوقت يداهمنا .
-اعطيك ما عندي الآن، وسأنصرف إلى السوق فقد طلع النهار ...
ونام الشيخ ليلتها قرير العين.
4ــــــــــ
ما أسفرَ الصّباح بعد.
نهض وحش الفلاة يَغْلِسُ من
خزانته حتى طاقَةٍ في الجدار أُسْدِلَ عليها حجاب.
و أخيرًا وجدَ قرطاسَ البخورِ
محشورًا في إحدى العِكاكِ و قد عُمِّيَتْ داخِلَ طّاسَةِ من قِصديرٍ فِضِّيّ من
تلكَ التي تخلّى عنها عسكرُ الألمان عند اندحارهم جنوبًا.
في الطاسَةِ أيضا دُسَّتْ بعضُ
حبّاتٍ من بذر المِحْلَبِ الثمينة و بعضُ عُروق منه صفراء.
تناولَ الطّاسة بحذر و أخرج محتوياتها
برفق و حُنُوّ كأمّ رؤومٍ بفلذة كبدها الوحيد.
رغم أنه يعرف مكوّنات بخوره هذا
إلا أنّه أصرّ على تفقّدِهِ للمرة الأخيرة قبل اليوم الموعود، بخورٌ أسود صافٍ و
لامعٍ ككسرات فحم خشبِ الزيتون الرفيع و تتخلّلهُ ما يُشبه قطرات دم متجمّدة،
اجتمعت بفعل حركة الترسّب البطيء لترسُم شكل قلبٍ في صدرٍ مشروحٍ من علَقٍ رانَ
عليه السّواد.
-هذا هوَ!
و أحكم وكاء العُكّةِ و أعادها
حيث كانت، ثم بانحناءة رشيقة فتح الرّبعةَ المزركشة و أخرج منها كيسا قُطِّعَ من
أكياس الإسمنت الفارغة، و عند فتحه دسّ فيه أنفه يتشممه:
-هذا هوّ.
سحب مهراسا نحاسيًّا كان قد ورثه
عن أمّه و صبّ فيه من الكيس مقدارَ إصبعين فسُمع لذاكَ صوتٌ حادّ امتصّه المعدن
الأصفر العتيد. و حين حرّك الذراع الثقيلة صدرت رنّةٌ رقيقة و خشخشةٌ باهتةٌ قبلً
أن تستحيل الكسرات اليابسة إلى تراب أبيض كالسكّر أو الملح.
صبّ كلّ ذلك في خرّقة ثمّ صرّها و
دسّها في جيب الفرملة الصّغير حيْثُ سُمعَ صوت شنشنة مفاتيح ذلك الصّندوق الحديدي
الصغير.
انبلج الصّبح الآن و تبيّنت
الخيوط البيضاء من السوداء عبر كوّة السقف و شقوق الخشب.
قام عم صالح الآن ينقر ركعات
الفرض مُسفّها مالِكَ و ما رأى.
في الخارج، الطقس بين لحيته
النابتة حديثا و الهواء القبليِّ -حارٌّ و ثقيل و يومض برطوبةٍ خانقة، و الانسجام
مطلوب و الخفَّةُ من شروط الرّزق الحسن.
أوصد البابَ و أكمل نزول المنحدر
حتى الطريق العابرة لمجمع القرى.
قد تتداخل الحكايا، لكن الحاج
محمدّ هذا الصباح على العربة و البغل يترنّح منزعجا بينما الحمار المصري مربطٌ إلى
مؤخرة العربة بحبل طويل يجعله مثل رقّاص ساعة الصندوق التي كان يراها في منزل الڨايد
عندما ذهب مع أبيه أيام شبابه أكثر من مرّة لتقديم رشوة الإعفاء من الجيش.
الحاج محمّد قليل الكلام كأنه
يخرجها من صُرّة نقوده المتدلية من عنقه تحت السورية ذات الرقبة الدقيقة، خاطتها
زوجته الحاذقة، و نادرا ما يضطرّ لدفع المال غير قرطاس النفّة و حزام سرواله.
أشار له فتوقّف على مضض على بعد
خطوات و تقدّم عم صالح محاذرا حافر الحمار الضخم، و دون أن يتكلّم نطَّ في خفّة لا
تلائم سنّه اتخذ مكانه على يمين العربة.
-يبارك لك الله يا حاج محمّد،
كأنّ الله أرسلك في طريقي، و قد كفيتني مشقّة السير حتى أرض سي عامر جارك من جهة
القبلة.
الحاج محمد يعرف مكائد وحش الفلاه
فاستسلم مذعنا، لكنّه صبّ اهتمامه على الطريق فلم يتبادلا الحديث، و اكتفيا
بالصمت.
كان غرض عم صالح تفقّد المكان حول
شجرة الخروب في حقل سي عامر و من ثَمّ رسم
خطّة عمل و خطّةٍ بديلة و أهم شيء رسم مخطّط متناسق للانسحاب الآمن.
يتبع
Commentaires
Enregistrer un commentaire