Accéder au contenu principal

سفر الخروج 6

 Fiction

6 -
حدّثت نفسي "لقد رضيت بالعزلة في الخلاء و لم يفرضها عليّ أحد فلماذا أقحم نفسي من جديد في ما لا يعنيني. لذلك رحت أكسب الوقت بطرح الأسئلة رغم أنّ فكرة الهروب بدت مستحيلة، فبإمكانهم محاصرتي بسهولة إن حاولت، غير أني للحقيقة كنت فقط أحاول استيضاح الأمر أكثر، لو أنهم شرحوا لي الأمر بوضوح لكنا الآن في منتصف الطريق.
-اسمعوا! لا يمكن الذهاب معكم نحو المجهول... أريد توضيحات!
حسنا، قال مجزي السحاب:
-موسى يريدك أن توثّق عملية الخروج بقلمك، لا أبلغَ منك على هذا، ثم إنّ الأمر شخصي... سيعجبك.
الموضوع برمّته يشبه الجنون، أليس كذلك؟
موسى، الخروج، ثم الوضع الكارثي الذي يمرّ به العالم، غير أني لا أجد ما يربطني بالقصة، فأنا لا أصدّق حرفا من الخرافة و غير مستعدّ منذ البداية لأن أفعل، و الذين يعرفونني يعلمون جيدا، فأيّ منطق هذا الذي يقحمني في سِفْر الخروج اليهودي و حبال السماء!
ثم أنني لا علاقة لي ببني اسرائيل و لا بني عزرائييل!
و الأهم الآن أن كلّ أقوام الأرض صارت في أتون واحد، كلهم متساوون في الوضاعة و السفالة و كلهم يكتوون بنفس الجمر و يتجرّعون نفس الكأس.
لكن الفضول قد يجعلك تسقط في هاوية بملء إرادتك. قلت في ذهول:
-أتقصدون تلك القصة الساذجة عن خروج بني اسرائيل من لا أدري أين! هل حقا مازال هناك أغبياء يصدّقون تلك الخرافة!؟
قال مجري السحاب:
-و لا نحن، و حتى إن كانت حدثت فعلا فقد كان مصيرها الفشل...
قاطعته:
-بل كانت أكبر كارثة حلّت على الأرض و البشر، عليك أن تشرح لي كيف لا تصدقون القصة و في الآن تسترجعونها! لا أستغرب أن مع موسى سأجد هارون و يوشع و بن أليعازر و تابوت يهوه في خيمة و مذبحا للقرابين وإثني عشر حيا متراصفة في الصحراء، و موسى يميس بقده بينهم و يباركهم بعصاه!
أرجوكم...
قال صاحب الغمام و هو يختلس ابتسامة من تحت سبابته التي امتدّت لتسويَ نظارتيه على أنفه المدوّر:
-شيء كهذا... سنشرحه لك في الطريق

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

معنى ش ل ب في لسان أهل تونس

شَلَبيّة/شَلْبيّة، شِلْبة، شلْبَبُّو، شْلَبّة المعاجم العربية لا تذكر في هذه المادة غير مدينة شِلب الاسبانية. بينما الواقع يؤكد تداول صيغ عديدة من الجذر "ش ل ب". مدينة شِلب Silbis  أو    CILPES جنوب اسبانيا البِيتِيّة (الأندلس بلغة الشريعة).  [   بيتيّة bétique ، أشم في الاسم رائحة شيء مخفي إذا قارنا التسمية مع vetus ... تتأكد أكثر بالقاء نظرة على مدينة Salapia الايطالية  Salapia vetus ... الأمر متعلّق بأرض قرطاج ]. و لا نعلم شيئا عن الأساطير المرتبطة بمدينة شلب. أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ ____ قُ وصَوْبُ الغمام ما كُنْتُ أَصْبُو ذَكَّرَتْنِي شِلْبًا وهَيْهَاتَ مِنّي____ بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلْبُ المعجم الانجليزي (رغم السقطات) يبقى أهم مرجع. إذا قارنّا بين "ش ل ب" و "س ل ب" و الأصل (السنسكريتي) الذي يقترحه المعجم الانجليزي، فإن المعنى يتّضح... sleep أي نام، ضَعُف، غفل،سُلِب الإرادة...      أخطأ المعجم في مقابلة الكلمة بـ "صُحلب" رغم أنه يعرّف saloop على أنها مشروب مخدّر أ...

مقون MAGON

من يذكر أمه أو جدّته و في يدها القرداش لا بدّ يذكر "المقّون/ مڨُّون" و هو جمع ماقونة أو مقّونة و أرجّح ماقونة و جمعها ماقون دون تضعيف حرف القاف، و الأصل هو حرف الڨG و الدليل هو عدد الناطقين به... في جبل نفوسة و شرق الجزائر (قسنطينة) يسمى المقون "قلوم"... جمع قلم أو شكل القلم. تُصرّ أمي، و قد جعلتُها تستذكر تلك الليالي، أن المقّون هو حكرا من الصوف الأبيض و ليس الملوّن أو المخلوط، و إن كانت كلّها مقونات. و هذا التفصيل الدقيق يكون تصديقا لما سيأتي و حُجّةً عليه. بعد غسل الصوف و ندفه و فرزه و تمشيطه تبدأ عملية الغزل، و مقدّمة الغزل هي القرداش و هو تلك الآلة (صورة 1) ذات الأسنان الرقيقة، و بطريقة مُعيّنة نحصل على شكلٍ مستطيل من الصوف يُطوى مباشرة بحركة من إحدى كفّتي القرداش ليتحوّل إلى لُفافة cigar أو قلم ثم يدويّا يُعطى شكل هلال أبيض بقرنين لتسهيل عملية التّطعيم أثناء الغزل (صورة2و 3). بقية المراحل لا تدخل في موضوع هذه الملاحظة. الإشارة الأولى أن اسم Magon يكاد (من المعلومات المتوفرة) يكون حكرا على الطبقة الحاكمة في الدولة و خاصة قيادة الجيش و...
ذات زمان Once upon a time كان يسكن معنا في الضيعة –كلب. له اسم و بيت و آنيتان- واحدة للطعام و أخرى للماء- و عنده رفقة و عمل قارّ و حمّام في الصيف و تلاقيح كلّما مرّ بيطريّ الحكومة. كانت الأتان رفيقته في العمل، و كانت كثيرة الشكوى و الثورة أيضا، أمّا القطّ ففوضويٌّ كسول. وجب عليّ أن أنبّه أن لا علاقة لقصّتي بابن المقفع و لا لافونتين. ذات يوم مزدحم بالأشياء، سها أحدهم فلم يحكم رباط الأتان فانطلقت متحررة من عقال المسؤوليات تنشدُ أفقا رحبا و كلأ طريا و مرتعا ذي زهر و خضرة. القطّ من مرصده الآمن فوق السّقف المشبّك بالعشب الجافّ كان يتابع المشهد بنصف عين و اكتفى بإشارة من يده أنّ الطريق سالك، ثم أطبق الجفن في حين ظلّ ذنَبُه يتثعبنُ دون جرس. ساعةَ غفلة و الكلب يحصي الخراف الثاغية و عينه على مناوشة قد تستفحل بين ديكين، و الأتان كأنها تحملها نسائم الضحى... حتى أخفاها الغياب. بعد ساعة تقريبا خرجت أمي العجوز في جولة تتفقّد الأنحاء، و حين افتقدت الأتان، نادت الكلب باسمه فجاء مرحبا: -أين الأتان يا ابن الكلب؟ و أشارت بيدها إلى المكان الخالي و الحنق يملأها و الحيرة تنهشها، و تكاد أن تنهال عليه بنع...