Accéder au contenu principal

Articles

Affichage des articles du février, 2017

ضحك

لا دامت على الأغصان وردتها و لا دامت على الأجفان دمعتها ضحكنا ضحك أطفال لبهجتها و جرّعْنا الهمومَ كؤسَ غصّتها

بدر

يُطالِعُني البدْرُ ليلا و عند الصّباح و بين السّطور و في دَمْعَةِ القَلَمِ... و إنْ غابَ يومًا... أحدِّثُهُ في غَفْوَةِ الحُلُمِ

قُبل

أنْبئك يا ولدي فاسمعْ إلى الخبَرِ النار إن نشَبت في القلبِ و المُقَلِ لا شيء يُطفئها لو جئت بالماء من بحر دجلة و الفُراتِ في القُللِ لا شيءَ يطفئ نارا أضرمتْ بالهوى مثل جحيم توقّدت من القبَلِ

"حبّيت نتوب"

مطلع قصيدة بالعامية البدوية التونسية، حاولت اعادة صياغتها بالفصحى: و نويتُ توبَةَ ناصحٍ__ و طريقَ حقٍّ و يقينِ حاولتُ نَفْسي مُكرَها__و تركْتُ حُبَّ الغانياتِ فإذا رَسولٌ في الهَوى__فأثارَ في نَفْسي حَنيني قوما خليلَيَّ اسْعفا__ قلْبي بِرقيقِ الأغنيات ... ... و أظلّ أطفأ نارَ صدري__و أديرُ كأسي بينَ خذْ و هاتِ فإذاُ تبارقتِ النجومُ__و الدّيكُ يضدحُ بالرّنين غادرتُ مهموما بالهوى__ و سرحتُ في فكري و آهاتي ... البيتان الأخيران من القصيدة: منّي السلام لمن صغى__في الرّجالِ كلٌّ ملء عيني و مِنَ النّساء فقطْ و حسبي__منْ شابهتها في الصّفات

دمع

ما دَمَعتْ عينٌ  صبابَةً في الهوى إلاّ و نُودِيَ في السّماء: ربّاه! ضجّ لها الملأ الأعلى بصرخته و الرّيحُ  ردَّدَتْ: أوّاهُ... أوّاه هذي دُموعُ فؤادٍ هزّه الولَهُ.. . دمعُ العيونِ  إذا ما جفّ...  تنساه

شاي

هل أعجبك الشاي؟ تكلمي! فإن الليل راح.. .  و هذي الأرضُ قد سكنتْ إلى الصّمت،  و الكسلِ  أعجبك الشايُ أم صخبي؟ و أسئلتي! ما صخَبي و ما سكني! و ما حيلي!  إذا رمشت عيونك خلسةَ النظر! و سافر في اللمى موجٌ و موجاتٌ إلى غَرقي... كأني رحت... يأخذني شيءٌ من البله! كذلك كنت من زمنٍ غبيًّا...  انتشي في وحدتي و ظلّ كفايتي  و رجيعِ صوتي/

سفر الخروج 15

 Fiction 15- حين عدت إلى الطاولة كان الفنجان في يدي باردا و كانت مريم قد أغلقت الكتاب للتوّ. كان من السهل أن تخمّن اسمي، لا شكّ أنّ يوشع شرح لك موضوع الأسماء هنا، بالمناسبة، هل تخيّرت اسما مناسبا؟ -أظن أني لا زلت أفضّل اسمي، لازلت أريد البقاء على الأرض، ربّما تتغيّر الفكرة، تعرفين لا شيء يثبت. في الخارج استرخى القمر منهكا على بساط من غيم ليحمله إلى ما وراء الأفق و ساد المكان ظلام في حلكة الحبر راح يلتهم بنهم نور الشارع الأصفر و يقتحم مدفوعا بنسمات باردة نافذة المكتبة و رغبة جارفة أن يستحيل لطخة داكنة على الرفوف. برفق، كأنها كرهت أن يشعر المقعد بالوحدة فيصدر أزيز الألم نهضت مريم مخلفة طيفا من عطر وراءها لتردّ جحافل الظلام الغازية. حين أوصدت النافذة انعكس نور المصباح المعلّق في السقف على الزجاج ليغمر المكان مرفوقا بلفحة دفء مخدِّرة، و بدت مريم بقميصها الأبيض في انعكاس النور كالبدر أحاط به حرس قوس قزح. -رأيت أنكم تحصلون على الكثير من الإصدارات الجديدة، كنت أحسب أنكم قطعتم نهائيا مع العالم. قلت مستفسرا في محاولة خلق حديث. جاء ردها جدّا و هادئا، التفتت نحوي و لفّت سا...

سفر الخروج 14

Fiction 14- في الأسفل بد ا لي نور خافت يتسرّب من نافذة خلعت حُجُبها في ليلة دافئة و راحت ترسل أنفاسها البيضاء بعيدا على خدّ الطريق، مِْلت قليلا محاولا استكشاف مصدر الضياء لكن لم أتبين غير نبات متسلّقة مزهرة معلقة تغطي الجدران و تلفّها بلون غامق كالليل تزينه نجوم لا تحصى. كان للقهوة تأثير سريع، أطرد النوم و أنعش البدن للسهر، "لا بأس في السهر"، شجّعت نفسي. أغمضت عينيّ و سحبت نفسا عميقا ثم حملت الفنجان بين أصابعي و اتجهت صوب الباب، كان الباب لا يزال مفتوحا و النور الخافت في الرواق المؤدّي إلى الدرج ينساب ثقيلا إلى المجال الغارق في نصف عتمةٍ رمادية، نزلت في هدوء خطوةً خطوة حتى بلغت الشارع. ظهر النور الذي رأيته من الأعلى متسللا من شباك مفتوح على مصراعيه كاشفا عما بدا لي غرفة وثائق أو مكتبة حسنة التنظيم ذات رفوف متجاورة على حاملات رصاصية اللون، بينما كان الباب من جهة اليمين مغلقا. حينما اقتربت أكثر لمحت  الفتاة التي اقتحمت عليّ حمّامي. اقتربت أكثر و وضعت الفنجان البارد على حافة الشباك الخشبيّ فأحدث ذلك صوتا خفيفا امتصته الجدران المثقلة فلم يجلب انتباهها ولم يحدث أثر...

سفر الخروج 13

  Fiction 13- تقول القصّة أن لموسى أخت اسمها مريم، و كانت مشاكسة لا تطيع الأوامر و تطرح كثيرا من الأسئلة و تتدخّل في اتخاذ القرارات و لا تلتزم بما لا ترغب فيه و دائمة السخرية من أخيها و أوامره عكس هارون المسلوب الإرادة كدمية من قطن، لكن لا أحد رأى مريم. بدا الخيال المتكسّر بفعل تموّج الماء كارتسامة البدر على صفحة غدير صافٍ مسّه نسيم بارد ليلة شتاء دافئة فاقشعرّ. يسقط البدر على صفحة الماء و يتجزّأ قطعا صغيرة ملوّنة تظلّ تتبادل مواقعها فيما بينها و تطفو حينا و تغرق حينا آخر. و هكذا بدا لي خيال امرأة تبتسم في هدوء ساخر. حين اندفعت مضطربا بين الحاجة لاستنشاق هواء جديد و الرغبة في معرفة من يكون هذا الزائر الذي اخترق سور وحدتي كانت لا تزال واقفة عند الباب تحدّق فيّ بنفس تلك النظرة الساخرة. عينان بطعم العسل الصيفيّ و شفتان بألوان غلال أواخر الربيع و شعر كليلٍ شتائيٍّ دافئ، ترتدي قميصا أبيض رخوا يرتعش كلما اهتزّ صدرها بفعل التنفّس، و سروالا بنّيا ضيّقا يتسع قليلا عند القدمين يكاد يغطي الكعبين العاليين الذين تنتعلهما. فبدت كعروس بحر تتأهب للغطس. الدهشة أنستني عرييّ التام، أو ر...

سِفر الخروج 12

  Fiction 12- تقدم مرافقي المتبقي ناحية الركن الداخليّ و طرق طرقتين خفيفتين على باب لم أتبيّن وجوده من قبل. ثم دعاني للدخول. مكتب بسيط لا أثر للبذخ فيه، طاولة كبيرة عليها أكداس من الملفات مصفوفة بإتقان، كرسيان بسيطان من خشب مطليان بلون بنيّ غامق، رفوف متتابعة من كتب و صناديق مليئة بالوثائق. أريكتان من جلد أصفر فاقع جلبتا الانتباه حين استدرت برأسي أستكشف المكان و كدت أرسل ضحكة ساخرة لكني تداركت الأمر سريعا، هل كانا من جلد البقرة الصفراء؟! هارون يجلس في أريكةٍ تكاد تبتلعه، بدا مشغولا في ما بين يديه من أوراق فأستغرق وقتا قبل أن يسند القلم برقّة على الطاولة و يطويَ السجلّ ثم يترك نظارتيه تنسدلان بلطف كقلادة على صدره. يبدو أن الأعمال كلها أُلقيت على عاتقه و ربّما كان يكافأ على ذلك بالتقريع. قال هارون و هو يستدير واقفا حول مكتبه رافعا يديه لاستقبالي كما لو كنا صديقين طال غيابهما و التقيا ذات صدفة سعيدة: -كما توقعنا بالضبط، مرحبا بك في مدينتنا الفاضلة، يسعدنا حضورك جدا، أخي موسى سيُسرّ كثيرا بقبولك دعوته . قلت مازحا: -يالها من دعوة! لا تختلف كثيرا عن اختطاف مؤدّب. -آ...

سفر الخروج 11

Fiction 11- في البعيد لاحت لنا تحت ضوء القمر بركة ممتدّة من مياهٍ سالت مع المنحدر جارفة معها ما استثير من الحصى و صغار الصخور و حافرةّ أخاديد بدت في الظلام كأنها ندوب، و لن تُشفى في القريب. و في انعكاس الضياء على صفحة الغدير لاحت خيالات هائمة كأشباح راقصة لنباتات تعلّمت أن تستمتع بنصيبها الزهيد في حياة  قاسية و شحيحة كهذه الصحراء التي تبتلع كلّ شيء. تغيّر الهواء و طغت على المكان رائحة كريهة من العفن تطايرت من الماء الآسن و الوحل الأسود و غاصت عجلات السيارة في الطين الزلق قبل أن نبتعد ملتفين حول تلّة من صخور حمراء متربة و نواصل الطريق الذي بدأ الآن يرتفع قليلا متسلّقا في هدوء شديد ما بدا أنه جرف فائق الانحدار قطعته يدٌ عملاقة ذات يوم بعيد و تركته هناك يتأمّل الأفق دون أن يعلم ما يختفي عند قدميه. -وصلنا،  قال السائق ضاغطا على مكابح السيارة عندما استدار فجأة عند منحدر ضيّق بين صخرتين عظيمتين. انسابت السيارة في هدوء حتى آخر المنحدر لنجد أنفسنا فجأة عند أسفل الجرف. طريق مبلّط بحجارة ملساء و مستوٍ كأتمّ ما يكون الاستواء، يمتدّ بعيدا   كنهر هادئ لترتفع ع...

سفر الخروج 10

    Fiction 10- ألم تجدوا وسيلة أنعم من هذه، ألم تسمعوا بالمكيفات و السيارات الرباعية و قارئ الاسطوانات؟! قال الطويل غير عابئ: -هذا ما يسمّى التقشّف. و كأن الطريق لا تنتهي، و كأنه لم تكن هنا حياة، و كأن لا رعاة تتبعوا بقطعانهم الكلأ، و لا أطفال تسابقوا و عيونهم ترقب اطلالة ذئب، و كأن لا قطاع طرق تسللوا حذرين هربا من الحرس أو ترصدوا قافلة، و كأن لا عاشق تتبع أثر حبيبته عبر المسالك المعتمة! لم يبق شيء، حتى الأطلال أسلمت أمرها يأسا و اندسّت في لامبالاة تحت حجاب الرمال لتبدو لمن رماه الحظ كأنها بقايا تلال استهانت بها عساكر الريح. المساحات التي كانت في الماضي حقولا خصبة فقدت كلّ ملامحها، فقط هكذا. فقدت صفاتها و حدودها و صارت أقرب إلى أدغال موحشة و كئيبة تتعانق فيها نباتات لم تكن تجرؤ يوما على الوقوف هناك في حين سلّمت أشجار الفاكهة أمرها للطيور و القوارض فاتخذت منها أوكارا و بيوتا. مالت الشمس الآن كثيرا كمن أدركه التعب، لكن سهامها لا زالت متوهجة كالجمر، قريبا يحلّ الظلام و يبتلع كلّ شيء. تجمعت بعض السحب من جديد استعداد للغروب، كأنها قدمت لتعطيَ الليل لونه القديم ...

سِفر الخروج 9

  Fiction 9- ودّعت المكان و غلّقت الأبواب و ألقيت نظرة أخيرة مليئة بالحسرة و الأمل ثم أخذت مكاني في السيارة. كان صندوق الحديد ذي العجلات مثل فرن مغلق أحاطت به النار من كلّ اتّجاه، و لولا أنّ السائق ادارك الأمر بفتح الأبواب لاستحال داخل السيارة إلى غرفة بخار في حمام قديم. جلست في الخلف من جهة اليمين بينما صاحب النظارات إلى جانبي على اليسار  وراء السائق الذي بدا كأنه سُرّيَ عنه، أما الطويل فعلى المقعد الأمامي. و هكذا انطلقت الرحلة إلى الخروج. لم يخطر ببالي أن يكون الإتجاه نحو الجنوب، يفترض أن يكون مكان العبور عند البحر كما فعل موسى الخرافي، غير أننا دون أدنى شك، نتجه فعليا نحو الجنوب و نوغل مبتعدين عن البحر. الجنوب يعني الخلاء  المدقع و الصمت الرهيب، إذ منذ أن تمترست روما الجديدة خلف جدرانها الشاهقة ساحبة معها ما سلم من عديدها و عتادها خلت الصحراء من كل بشر، حتى المدن القديمة و القرى العامرة هجرها سكانها إلى الشمال، تاركين كل شيء لعواء الريح و سفع الرمال. وحدها حقول النفط حصنت بالمتاريس و الحرس و الدخان الأسود كتنانين استشاطت غضبا فراحت تنفث نارا و غبارا. ال...

سفر الخروج 8

Fiction 8- على وقع الخطوات التي تراكمت سلكنا الطريق، التراب الهشّ مثل أمواج ترتدّ على الشاطئ هناك بعيدا، و أشجار الزيتون و اللوز و الغلال كأنها جزر عُزلت عن بعضها فأغمضت عيونها و مدّت أذرعها تتحسس لها موطأ قدم آمن، بينما مالت الشمس من عليائها لتسقط رويدا رويدا في عين غطّتها حمرة الشفقُ فبدت كأنّما أصابها التهاب من أثر القذى الذي رمته الريح، و بعد لأي ستفقد وهجها و تمتلئ بالسواد الحالك. ملأت حقيبة صغيرة من ذلك النوع الذي يحمل على الظهر و دسَسْتُ فيها بعض الثياب التي رأيت أنها ملائمة لسفر قالوا لي أنه لن يدوم طويلا، ملابس مختلفة و سراويل قصيرة تأهّبا ليوم حارّ على بعض الشواطئ، (ألم يكن الخروج في تلك الحكاية من بعض الشواطئ؟) و أخرى وقعت في يدي فرصصتها في الفراغات الجانبية و هكذا تدبّرت الأمر على عجل. السائق هو الفتى الضخم، كما خمّنت تماما. أخذ مكانه و ظل يعبث بأصابعه على لوحة القيادة و الانزعاج يلتهم ملامحه، لولا أوامر زعيمهم لكنت مقيّدا في صندوق السيارة. أما الآخران فقد رافقاني إلى البيت بين شكّ و يقين أن ألوذ بالفرار، غير أني صرت الآن أكثر حرصا على السفر معهما. لبث الطو...

سفر الخروج 7

  Fiction 7- صاح الطويل ضجرا: - يكفي هذا، نمرّ الآن إلى بيتك ( و أشار بيده الضخمة ناحية البيت القديم)، ستأخذ القليل من الثياب، لن تحتاج هناك لشيء، الملابس و الطعام و الورق و الأقلام و الكمبيوتر و كل شيء، عندنا الكثير و زيادة، تقدم وكفّ عن التصرف كالأطفال! - على الأقل خبّروني عن هذا الـ"الخروج"! من أين و لماذا و كيف! و لأول مرة نطق الفتى الضخم متأففا: - سنخرج من هذا العالم إلى الفضاء الرحب، إلى المرّيخ، لم يعد لنا بقاء هنا على هذه الأرض التي فاضت بالحروب و امتلأت بالدم... صمت... هل استوعبت الآن!؟ لم أستوعب شيئا، لكنها بدت فكرة رائعة: عالم جديد و حياة جديدة و آفاق جديدة... كل شيء جديد... و السلام و الهدوء. سألت، ربما كان آخر سؤال: - و من هم الذين سيخرجون؟  لا تقل لي... قال صاحب النظارتين مقاطعا كالمستدرك و مبتسما ابتسامة عريضة مستشعرا نجاح مهمته: - أناس مثلي مثلك، كلنا سئمنا ما يحدث... نريد الحياة فقط... ثم أضاف: قلت لك، سيعجبك الأمر. -  و من أين سنخرج؟ لا تقل أنّ عليّ الذهاب معكم إلى الشرق ؟! أجاب ببداهة جليّة: - سنغادر من هنا، كل الأماكن ...