الذاكرة و الخيال
لا أعرف كيف تعمل الذاكرة و كيف ترتبط بالخيال، لكن عندما كنت أحاول إحصاء مصاريفي الشهرية فوجئت بضخامة المبلغ مقارنة مع المداخيل...
لا أدري كيف برز أمامي مشهد أستاذ الإقتصاد في تلك السنوات البعيدة و هو يشرح معادلة السيد كاينز اللعينة
لا أدري كيف برز أمامي مشهد أستاذ الإقتصاد في تلك السنوات البعيدة و هو يشرح معادلة السيد كاينز اللعينة
C = c.Y + d
حيث حيث أن d هذه بطريقة ما تساوي مبلغا من المال يدخل جيبك من مصادر غير مضبوطة و بأرقام اليوم قد يفوق هذا المبلغ ال100 دينار... لنقل أنه "رزق من عند الله".
و بالنسبة لجماعة التخطيط في الدولة فهذا غُبنٌ بيّنٌ و صريح و شيء يسيل له لعاب الدولة المدنية طبعا، و لذلك فهو أمر يستحق التخطيط له جيدا. و عندنا من المخططين من يفوقون الشياطين كيدا خاصة إذا استأنسوا بالسبحة و الذكر الحكيم.
في هذا السياق ذكر بعض المطلعين وجود صيغة مشروع قانون بلدي يقنن فرض ضريبة تقديرية على مياه الأمطار التي تسقط في فناء منزلك و على سطحه.
هذا فيما يخصّ الذاكرة.
أما الخيال:
ذلك اليوم الذي دخل فيه زكريا على مريم فوجد عندها رزقا، قالت هو من عند الله.
تقول القصة التي لن يذكرها الإنجيل أن زكريا خرج يخبر الناس بهذا الإعجاز و بين التكبير و التهليل كان هناك مراقب أرسله بيلاطس البنطي حاكم إيلياء و أكنافها... أسرع الجاسوس و أخبر الحاكم، و في الحين أوعز الأمير إلى وزير المالية فرض جباية على البضائع الثمينة المستهلكة في إمارته و قدّر جماعة التخطيط أن يفوق مبلغ الضريبة الثلاثين بالمائة من قيمة البضاعة، و في الحين أصبح المرسوم ساريا و توجهت المَحلّة إلى المحراب. تخيلوا هذا الحوار:
-المدعوة مريم بنت عمران، أنت مطالبة بدفع 36% من قيمة ما استهلكت من بضاعة لم تخضع للآداء حسب القانون. و عليه فأنت مطالبة بـــ"الخلاص" في أجلٍ أقصاه 25 يوما و إلا السجن مع النفاذ.
يحاول زكريا و بعض المشائخ التدخل بالحسنى و لكن لا فائدة.
و توافق مريم مضطرة:
-حسنا سأتدبر الأمر.
و هكذا تخرج مريم للبحث عن عمل في المنازل و المتاجر و عند الحرفيين...
و في الأثناء يعجبها استقلالها المالي و اعتمادها على نفسها و تنخرط كليا في وضعها الجديد طبعا بعد أن سوت ديونها مع القباضة المالية و حصولها على شهادة "إبراء" مختومة من قابض المالية.
و كعادة النساء العاملات كان أكثر اهتمامها بشراء العلكة الظفارية الأصلية و بعض الملابس المقلدة و الرخيصة و الأحذية ذات الكعب و أشياء أخرى.
نسينا العطور الرخيصة التي لا تزيل رائحة العرق بل تزيدها حدة و هو السبب المباشر في نفور السماء منها فلم تنفخ في جيبها... و سيكون ذلك لو حدث أعظم مكسب حصلت عليه البشرية في الألفي سنة الأخيرة، رغم أنني سأحزن حقا لأن يوسف زيدان لن يكتب رواية عزرائيل، لكن على الأقل ستنجو هيباتيا من السحل و سيظل ذلك القروي "هبة بوزيدون" مستمتعا على ضفاف شاطئ الإسكندرية و ربما، و الأهم أن سمعان القيرواني سيعود ليدفن في القيروان.
و لكم أن تتخيلوا ما تشاؤون: مثلا يهوذا الأسخروطي، مريم المجدلية، نسطور، و بخاصّة أريوس الذي لن يبتدع شيئا، أما القدسي أغسطين فسيجد نفسه راعيَ غنم في قمم الأطلس بين عنابة و قسنطينة أو تاجر شحوم و ربما يستقر في بجاية و يخترع شموعا تضيء ظلام الإنسانية.
و بالنسبة لجماعة التخطيط في الدولة فهذا غُبنٌ بيّنٌ و صريح و شيء يسيل له لعاب الدولة المدنية طبعا، و لذلك فهو أمر يستحق التخطيط له جيدا. و عندنا من المخططين من يفوقون الشياطين كيدا خاصة إذا استأنسوا بالسبحة و الذكر الحكيم.
في هذا السياق ذكر بعض المطلعين وجود صيغة مشروع قانون بلدي يقنن فرض ضريبة تقديرية على مياه الأمطار التي تسقط في فناء منزلك و على سطحه.
هذا فيما يخصّ الذاكرة.
أما الخيال:
ذلك اليوم الذي دخل فيه زكريا على مريم فوجد عندها رزقا، قالت هو من عند الله.
تقول القصة التي لن يذكرها الإنجيل أن زكريا خرج يخبر الناس بهذا الإعجاز و بين التكبير و التهليل كان هناك مراقب أرسله بيلاطس البنطي حاكم إيلياء و أكنافها... أسرع الجاسوس و أخبر الحاكم، و في الحين أوعز الأمير إلى وزير المالية فرض جباية على البضائع الثمينة المستهلكة في إمارته و قدّر جماعة التخطيط أن يفوق مبلغ الضريبة الثلاثين بالمائة من قيمة البضاعة، و في الحين أصبح المرسوم ساريا و توجهت المَحلّة إلى المحراب. تخيلوا هذا الحوار:
-المدعوة مريم بنت عمران، أنت مطالبة بدفع 36% من قيمة ما استهلكت من بضاعة لم تخضع للآداء حسب القانون. و عليه فأنت مطالبة بـــ"الخلاص" في أجلٍ أقصاه 25 يوما و إلا السجن مع النفاذ.
يحاول زكريا و بعض المشائخ التدخل بالحسنى و لكن لا فائدة.
و توافق مريم مضطرة:
-حسنا سأتدبر الأمر.
و هكذا تخرج مريم للبحث عن عمل في المنازل و المتاجر و عند الحرفيين...
و في الأثناء يعجبها استقلالها المالي و اعتمادها على نفسها و تنخرط كليا في وضعها الجديد طبعا بعد أن سوت ديونها مع القباضة المالية و حصولها على شهادة "إبراء" مختومة من قابض المالية.
و كعادة النساء العاملات كان أكثر اهتمامها بشراء العلكة الظفارية الأصلية و بعض الملابس المقلدة و الرخيصة و الأحذية ذات الكعب و أشياء أخرى.
نسينا العطور الرخيصة التي لا تزيل رائحة العرق بل تزيدها حدة و هو السبب المباشر في نفور السماء منها فلم تنفخ في جيبها... و سيكون ذلك لو حدث أعظم مكسب حصلت عليه البشرية في الألفي سنة الأخيرة، رغم أنني سأحزن حقا لأن يوسف زيدان لن يكتب رواية عزرائيل، لكن على الأقل ستنجو هيباتيا من السحل و سيظل ذلك القروي "هبة بوزيدون" مستمتعا على ضفاف شاطئ الإسكندرية و ربما، و الأهم أن سمعان القيرواني سيعود ليدفن في القيروان.
و لكم أن تتخيلوا ما تشاؤون: مثلا يهوذا الأسخروطي، مريم المجدلية، نسطور، و بخاصّة أريوس الذي لن يبتدع شيئا، أما القدسي أغسطين فسيجد نفسه راعيَ غنم في قمم الأطلس بين عنابة و قسنطينة أو تاجر شحوم و ربما يستقر في بجاية و يخترع شموعا تضيء ظلام الإنسانية.
Commentaires
Enregistrer un commentaire