مذكرات عبسلام
الموسم3
الحلقة15
مر اللقاء
مع الحاكم بسلام وشعر عبسلام أن أخطر مهمة أنجزت بنجاح خارق و استشعر في نفسه
الرضى كإحدى نفحات البركة التي يبعثها شيخه من حين لآخر فتغمره إلى ذروة رأسه و
راح يدندن مرتجلا:
يا شيخنا
بوركتَ في العالمينَا**الله علاّك إلى علّيينَا
فاعملْ
كما تشاء إنّا أطعنا**حتى العِدى استسلموا طائعينا
فَانْعمْ
أبا سُميّة اليومَ وابْشرْ**بالفتح طيّبا وحقًّا يقينا
و كأنما
انتقلت الدندنة عبر موجات الأثير كذبذبات وحي قُدسيِّ الصفات فقطفتها لاقطات
منبليزير السماوية في أوانها، فكان الردّ كصلصلة الجرس:
-امض
راشدا طيبا مباركا يا عبسلام، قد سمعنا قولك فينا، واذكر وصيتنا لك. إذا بلغت زوج
بغال فامكث في المغارة حتى يأتيَك منا اليقين. نحن معك يا عبسلام ولو كنت في بطن
سمكة قرش تقطع كوابل الإنترنت في عرض المتوسط.
-يا شيخي
أأنت أوعزت إلى القرش أن يقرض ذلك الكابل في السنة الماضية؟!
-لا تسأل
يا ولدي عن أشياء إن تُبدَ لك تسؤك واستقم كما أمرت لا تخشى نصبا و لا دركا.
-ذكرتني
بالدرك عندما أبلغ زوج بغال يا شيخي، أرجو أن تلقيَ عليهم النعاس حتى أجوز.
-نحن أعلم
بعدّتهم فلا تشغل بالك. وسر على بركة الله على خطى ابن الفهريِّ.
-أتعني أن
عليّ أن أغمس قدميّ في بحر الظلمات و أن أصرخ بين الموج و الريح: لولا هذا البحر
لما توقفت عن السير في سبيل اللّٰه!!
-لا تهول
يا بنيّ، و اصطبر و احتسبْ، عما قريب لن يبقى على الأرض بيت من حجر أو مدر لا
تُذكر في أسماؤنا مقرونة بسم الله، لا تعجب يا ولدي... و اعلم أن اللّٰه معنا.
و يمضي
عبسلام بمحاذاة الشاطئ يمشي خببا و يتبع سببا حتى يدرك مغرب الشمس.
Commentaires
Enregistrer un commentaire