ترجّلَ الرّكب، عرف هلال أبا الفضل. الرجال الآخرون تبدو عليهم علامات الشرف و الرفعة.
-عمت مساء يا شيخُ هلال
-حيّتك الآلهة، قد عرفتك أبا الفض، فمن رفيقك؟
-هذا أخي عبد العزّى و هذا المغيرة، و هذا أبو سفيان سيد قريش
-أشرقت الآلهة في ربعنا حللتم أهلا و نزلتم سهلا.
-يا لُبابة أعدّي لنا متكأً.
كان ابن حرب أسعد الناس بهذا اللقاء، حريٌّ به أن يسعد. سيكون بنو هلالٍ هذا حرّاسا لقوافل قريش يمنعونهم من أنفسهم و من الأعراب الآخرين. لتبارك الآلهة الذهب .
دعا الشيخ ضيوفه الى الخيمة ،و كانت لبابة تسترق النظر و السمع .
قال العبشميّ بكلّ حماس :
-يا شيخَ العرب ،جئنا نطلب يد ابنتك لبابة لصاحبنا هذا ،و أشار إلى الهاشمي ،فما تقول ؟
صكّت لُبابة وجهها خجلا و اختفت وراء ستار .
-ابتسم هلال و سرح به خياله بعيدا ...تذكّرَ كيف التقى أم لبابة ذات يوم على العين ...ثم كأنما أخذته رِعدة :هذه المصاهرة سترفع شأنه بين القبائل،انها قريش ،ربيبة الآلهة و ...هذه النبوّة؟
قام الشيخ يتوكّأ على عصاه حتى بلغ خدر لبابة.
أجابت لبابة بالصمت.
و شهد النكاح عُصْبَةٌ من قريش.
***
بعث العباس الى القافلة أن ضعوا الأحمال فإنا نقيم ثلاثا .
أولم أبو الفضل ،و روت الدماء رمال الصحراء حتى رضيت آلهة الصحراء.
في المساء ضجّ الوادي بالزغاريد و زُفّت لُبابة إلى فتى قريش.
و في ذات المساء ضجّ الوادي بقرقعة الأكواب و استلقت الدنان لا روح فيها .
يُقال أن بِكر هلال غنمها من قافلة منكودة الحظ.
و بينما كان القوم في سمرهم أوى أبو الفضل إلى الخيمة...
لم تسْكُن الخيمة الا عند الفجر.
عند الفجر ،قام العباس مفزوعا .لقد رأى في منامه أن سلسلة من نور تخرج من صلبه فتضيء ثلث الدنيا .
تبسّمت لبابة ،لقد انتقلت الرؤيا إلى قريش.
***
أسبوعان و نصل إل مكّة، قال كبير قريش، حُثّوا السير قبل
أن يُدركنا النوء، فهذا أوانه .
أرسل أبو الفضل غلاما له على فرس يستبق القافلة إلى مكة أن أبلغ القوم يستعدّوا لاستقبال العروس.
ودّع العباس أصهاره و اصطحبت لبابة ابنة أخيها لبابة الصغرى ترافقها و تخدمها .
أما هلال فقد عاد إلى ظلّ الشجرة في صمت.
و طال الوداع بين لبابة و ميمونة أختهاستجمعنا الآلهة ذات يوم .
***
أناخ القوم عند الفجر في بطحاء مكّة، و انشغل العبيد و العمال في حطّ الرحال و إفراغ الحمولة بينما اتجه كبار القوم إلى الكعبة للطواف ثم إلى قسطٍ من الراحة بعد وعثاء السفر.
في دار العباس فرحٌ و سرور لَوْلا، لولا هته الأخبار في بني عبد المطّلب .
صار نومه متقطّعا، تتخلله تلك الرؤيا: سلسلة و نور، تتكرر حدّ الإزعاج .
وضعت لُبابة ولدا: الفضل بن العباس بن عبد المطلب، و كنّاه أبوه أبا العبّاس.
و لكن الرؤيا لا تنقطع.
و قوافل قريش لا تكلّ.
و أبو طالب يزداد فقرا لولا... بنت خُويلد .
أرسل أبو الفضل غلاما له على فرس يستبق القافلة إلى مكة أن أبلغ القوم يستعدّوا لاستقبال العروس.
ودّع العباس أصهاره و اصطحبت لبابة ابنة أخيها لبابة الصغرى ترافقها و تخدمها .
أما هلال فقد عاد إلى ظلّ الشجرة في صمت.
و طال الوداع بين لبابة و ميمونة أختهاستجمعنا الآلهة ذات يوم .
***
أناخ القوم عند الفجر في بطحاء مكّة، و انشغل العبيد و العمال في حطّ الرحال و إفراغ الحمولة بينما اتجه كبار القوم إلى الكعبة للطواف ثم إلى قسطٍ من الراحة بعد وعثاء السفر.
في دار العباس فرحٌ و سرور لَوْلا، لولا هته الأخبار في بني عبد المطّلب .
صار نومه متقطّعا، تتخلله تلك الرؤيا: سلسلة و نور، تتكرر حدّ الإزعاج .
وضعت لُبابة ولدا: الفضل بن العباس بن عبد المطلب، و كنّاه أبوه أبا العبّاس.
و لكن الرؤيا لا تنقطع.
و قوافل قريش لا تكلّ.
و أبو طالب يزداد فقرا لولا... بنت خُويلد .
***
ذات مساء، اجتمعت قريش في النادي .
-يا قوم أشيروا عليّ، منذ سنوات و الرؤيا تعاودني، أرى سلسلة من نور تخرج من صلبي فتضيء ثلث الدنيا ...
استلقى عمرو بن هشام على قفاه من الضحك، هعهعهعهعهع لقد جُنّ بنو هاشم.
-ثكلتك أمك يا عمرو، إني أرى ما يراه، سلسلة تخرج من صلبي فتضيء ثلث الدنيا - قال مروان بن الحكم.
-و اللات و العزّى إني رأيت ما رأيتما، قال أبو حفص، رجل من بني عديّ.
قال أبو سفيان في نفسه: إن كان خيرا فما بال بني عديّ!
ذات مساء، اجتمعت قريش في النادي .
-يا قوم أشيروا عليّ، منذ سنوات و الرؤيا تعاودني، أرى سلسلة من نور تخرج من صلبي فتضيء ثلث الدنيا ...
استلقى عمرو بن هشام على قفاه من الضحك، هعهعهعهعهع لقد جُنّ بنو هاشم.
-ثكلتك أمك يا عمرو، إني أرى ما يراه، سلسلة تخرج من صلبي فتضيء ثلث الدنيا - قال مروان بن الحكم.
-و اللات و العزّى إني رأيت ما رأيتما، قال أبو حفص، رجل من بني عديّ.
قال أبو سفيان في نفسه: إن كان خيرا فما بال بني عديّ!
Commentaires
Enregistrer un commentaire