مذكرات عبسلام
موسم2
حلقة3
ثمّ يا بُنَيّ تصل ليلك
بنهارك حتى تبلغ نهاوند فتتخطفَ لنا منها بأصابعك قبسًا من مقامها حجازيًَّا على
"الصّول"، و ما أن تفيضَ به جُعْبَتك أنغاما رقيقة حتى تتسلل مُغَرّبا
فإنّك إن لبثتَ تغدو في المدينة خائفا تترقّب. و
كيفما خرجتَ إياكَ ثم إياكَ أن تقربَ البصرة أو تشمَّ ريحها أو تُوَلِّها
وجهكَ، فإنّك تُعجّلُ في خرابها ما دام كوكَبُ النّحس مُلازمكَ، و لأصلّبَنّكَ
مقلوبا على عمود الكهرباء إن فعلتَ. ثمّ فأتِ دار السّلام فجرًا فاستأذن على مقتدى
الصّدر فإنّه غايتنا و لعلّ الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من الأمة.
و هنا فغر عبسلام فاه و
أصابته الدهشة و الإزبهلال...
-يا عبسلام! أتصحو أم
فؤادكَ غير صاحٍ!؟ قمْ يا عبسلام فإنا خير من ركب المطايا و أندى العالمين بطون
راح، قم و ايتني بشربة من ماء المزن مشمولةٍ فقد جفّ ريقي.
-قد أوتيت الحكمة يا
شيخي، و إني بعد هذا لن أعصيَ لكَ أمرا، فلا تؤاخذني إن نسيتُ أو لم أجد صبرا.
-قاتلك الله يا عبسلام،
لقد سكنت القلب و وريده و الأنفاس، افعل ما تشاء فإنّك مغفورٌ لك.
-ثمّ ماذا يا شيخي؟
أأُمْضي حُقُبا!؟
-بل ترتدّ على آثار
زُبيْدَةَ حتى تأتيَ زمزمَ فتغترفَ من عينها غُرْفَةً فتَطْعَمها فيدخُلَ الإيمانُ
قلبكَ. ثمّ ترجعْ إليَّ فبَعْدَكَ لا عقدَ أُمْضيهِ و لا لمستُ أقلامًا في
مباريها. ثم نستعدّ للرحلة الغربية بإذن ربّك.
يتبعْ
Commentaires
Enregistrer un commentaire