-قف عند النهر الأصفر فإنه يذكّرني بشيء. أمرت زعيمة لواء العازبات الحوذيّ فسحب إليه في الحين شكيمة الجواد الأوّل، "شوووووش"، قال زاجرا، و هكذا حطّت المركبة آليا في مرج أخضر على ضفّة الوادي. و راحت الجياد تسرح في المرج. -ما هذا النّهر؟ -إنه من المُقطّر يا مولاتي. تلا ذلك صمت قطعه الحوذي مناديا أحدا ما: املآ الجردل و هات أكير طاسة عندك و أحضر شيئا من الثلج! و جاء غلام فاحم الشعر عليه حلّة خضراء فوضع السطل بين يدي مولاته و غرف طاسة قدّمها لها: مولاتي إكرعي أو عُبّي عبّا فما عندنا لا ينفد، حقٌّ على هذا الشّباب أن يرتوي! حين تشابكت الحواس تماما صاحت به: افتح ذاك الختم حالا! -في الحال يا مولاتي، سمّي الله و اضغطي هنا. - Ommaygo !! - Fap Fap ! - من أين لك هذا؟! -مولاتي نحن معشر الجوذيين قسمنا مع الحمير و الخيل و جاوزناهم. -آمرك فورا أن تريني كيف يعمل هذا الشيء. كان أصيلا ممتعا و الحق يفال، زاده الساقي رقّة عندما صدحت أم كلثوم "مالناش لا احنا و لا انت في الحلاوة مثيل" عبر مكبّر صوت متأرجح من على غصن دالية. عندما سكنت العصافير في أعشاشها كانت العرب...