Accéder au contenu principal

يوميات شهيدة في الجنة- الأخيرة

-قف عند النهر الأصفر فإنه يذكّرني بشيء. أمرت زعيمة لواء العازبات الحوذيّ فسحب إليه في الحين شكيمة الجواد الأوّل، "شوووووش"، قال زاجرا، و هكذا حطّت المركبة آليا في مرج أخضر على ضفّة الوادي. و راحت الجياد تسرح في المرج.
-ما هذا النّهر؟
-إنه من المُقطّر يا مولاتي.
تلا ذلك صمت قطعه الحوذي مناديا أحدا ما: املآ الجردل و هات أكير طاسة عندك و أحضر شيئا من الثلج!
و جاء غلام فاحم الشعر عليه حلّة خضراء فوضع السطل بين يدي مولاته و غرف طاسة قدّمها لها: مولاتي إكرعي أو عُبّي عبّا فما عندنا لا ينفد، حقٌّ على هذا الشّباب أن يرتوي!
حين تشابكت الحواس تماما صاحت به: افتح ذاك الختم حالا!
-في الحال يا مولاتي، سمّي الله و اضغطي هنا.
-Ommaygo !!
-Fap Fap !
-من أين لك هذا؟!
-مولاتي نحن معشر الجوذيين قسمنا مع الحمير و الخيل و جاوزناهم.
-آمرك فورا أن تريني كيف يعمل هذا الشيء.
كان أصيلا ممتعا و الحق يفال، زاده الساقي رقّة عندما صدحت أم كلثوم "مالناش لا احنا و لا انت في الحلاوة مثيل" عبر مكبّر صوت متأرجح من على غصن دالية.
عندما سكنت العصافير في أعشاشها كانت العربة تطوي الهواء طيّا حتى ساحة القصر الكبير.
كان في استقبالها الخدم و الطّهاة  يخبرونها أن وقت العشاء حان، صرفتهم جميعا و نادت القهرمانة:
-سمعت أن شهيدا حلّ حديثا في الجهة المقابلة، أريد استدعاءه إلى هنا، و إن تطلّب الأمر خطفناه.
-هذا مخالف للقوانين يا مولاتي.
-ألا يوجد مهربون هنا، ألا توجد أنفاق؟
-أعرف واحدة كانت في السابق تعمل مهرّبة و جاءت إلينا في انفجار حزام ناسف في بعض الأسواق فعدّها الحرس مع الشهيدات، عندها كل البضائع الممنوعة، سأتصل بها في الحال. و لكن أحذرك يا مولاتي إن انكشفنا فسنلقى في سقر...
-لا عليك، النقابة ستحمي حقوقنا، أسرعي و جيئيني بلحم حيّ يُخمد اللهيب.
عند الفجر كان الشهيد بين يديها، عندما أُحضر صاحت و هي تتأمّله:
-Oh my God!
ردّ الصوت الجهوريّ:
-Bitch
انتهى

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

معنى ش ل ب في لسان أهل تونس

شَلَبيّة/شَلْبيّة، شِلْبة، شلْبَبُّو، شْلَبّة المعاجم العربية لا تذكر في هذه المادة غير مدينة شِلب الاسبانية. بينما الواقع يؤكد تداول صيغ عديدة من الجذر "ش ل ب". مدينة شِلب Silbis  أو    CILPES جنوب اسبانيا البِيتِيّة (الأندلس بلغة الشريعة).  [   بيتيّة bétique ، أشم في الاسم رائحة شيء مخفي إذا قارنا التسمية مع vetus ... تتأكد أكثر بالقاء نظرة على مدينة Salapia الايطالية  Salapia vetus ... الأمر متعلّق بأرض قرطاج ]. و لا نعلم شيئا عن الأساطير المرتبطة بمدينة شلب. أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ ____ قُ وصَوْبُ الغمام ما كُنْتُ أَصْبُو ذَكَّرَتْنِي شِلْبًا وهَيْهَاتَ مِنّي____ بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلْبُ المعجم الانجليزي (رغم السقطات) يبقى أهم مرجع. إذا قارنّا بين "ش ل ب" و "س ل ب" و الأصل (السنسكريتي) الذي يقترحه المعجم الانجليزي، فإن المعنى يتّضح... sleep أي نام، ضَعُف، غفل،سُلِب الإرادة...      أخطأ المعجم في مقابلة الكلمة بـ "صُحلب" رغم أنه يعرّف saloop على أنها مشروب مخدّر أ...

مقون MAGON

من يذكر أمه أو جدّته و في يدها القرداش لا بدّ يذكر "المقّون/ مڨُّون" و هو جمع ماقونة أو مقّونة و أرجّح ماقونة و جمعها ماقون دون تضعيف حرف القاف، و الأصل هو حرف الڨG و الدليل هو عدد الناطقين به... في جبل نفوسة و شرق الجزائر (قسنطينة) يسمى المقون "قلوم"... جمع قلم أو شكل القلم. تُصرّ أمي، و قد جعلتُها تستذكر تلك الليالي، أن المقّون هو حكرا من الصوف الأبيض و ليس الملوّن أو المخلوط، و إن كانت كلّها مقونات. و هذا التفصيل الدقيق يكون تصديقا لما سيأتي و حُجّةً عليه. بعد غسل الصوف و ندفه و فرزه و تمشيطه تبدأ عملية الغزل، و مقدّمة الغزل هي القرداش و هو تلك الآلة (صورة 1) ذات الأسنان الرقيقة، و بطريقة مُعيّنة نحصل على شكلٍ مستطيل من الصوف يُطوى مباشرة بحركة من إحدى كفّتي القرداش ليتحوّل إلى لُفافة cigar أو قلم ثم يدويّا يُعطى شكل هلال أبيض بقرنين لتسهيل عملية التّطعيم أثناء الغزل (صورة2و 3). بقية المراحل لا تدخل في موضوع هذه الملاحظة. الإشارة الأولى أن اسم Magon يكاد (من المعلومات المتوفرة) يكون حكرا على الطبقة الحاكمة في الدولة و خاصة قيادة الجيش و...
ذات زمان Once upon a time كان يسكن معنا في الضيعة –كلب. له اسم و بيت و آنيتان- واحدة للطعام و أخرى للماء- و عنده رفقة و عمل قارّ و حمّام في الصيف و تلاقيح كلّما مرّ بيطريّ الحكومة. كانت الأتان رفيقته في العمل، و كانت كثيرة الشكوى و الثورة أيضا، أمّا القطّ ففوضويٌّ كسول. وجب عليّ أن أنبّه أن لا علاقة لقصّتي بابن المقفع و لا لافونتين. ذات يوم مزدحم بالأشياء، سها أحدهم فلم يحكم رباط الأتان فانطلقت متحررة من عقال المسؤوليات تنشدُ أفقا رحبا و كلأ طريا و مرتعا ذي زهر و خضرة. القطّ من مرصده الآمن فوق السّقف المشبّك بالعشب الجافّ كان يتابع المشهد بنصف عين و اكتفى بإشارة من يده أنّ الطريق سالك، ثم أطبق الجفن في حين ظلّ ذنَبُه يتثعبنُ دون جرس. ساعةَ غفلة و الكلب يحصي الخراف الثاغية و عينه على مناوشة قد تستفحل بين ديكين، و الأتان كأنها تحملها نسائم الضحى... حتى أخفاها الغياب. بعد ساعة تقريبا خرجت أمي العجوز في جولة تتفقّد الأنحاء، و حين افتقدت الأتان، نادت الكلب باسمه فجاء مرحبا: -أين الأتان يا ابن الكلب؟ و أشارت بيدها إلى المكان الخالي و الحنق يملأها و الحيرة تنهشها، و تكاد أن تنهال عليه بنع...