16أشارت لي بالجلوس فانتابتني قشعريرة أثلجت منّي الشّوى، و كرهت
أن أبدوَ كالمتلهّف فأرخيت منّي الوتر على طرف الأريكة أتصنّع الاستحياء و أظهر
الأدب.
دخلت جارية تحمل طبقا، فأتبعتها عينا فاحصة فما وجدتها إلا كذاوي الخيال ذات حَسوم، و مرق في رأسي حينها صاحبي أبا بُشيلةَ فأردت أن أعرف ما ارتكن إليه في بعض تلكم المقاصير ذات النمارق و الحرير. قلت:
-يا جارية، ذاك صاحبنا فارتفقن به فإني و إياه كهاتين!
قالت:
-بل صاحبك و الغُنْمُ كهاتين، تالله ما سأل عنك و لا همَّه، فارتفق بنفسك و أطفِأْ عنك حُرقة الحليب!
و انصرفت غامزة.
و ضحكت و إذ بها تضحك، و الضّحك تواطأٌ كلّما غزلته الرموش و نسجته بالرّغبة وشاحاً من أثير.
و دارت بعض كؤوس و غُلِّقَت الأبواب و أسدلت السّتُر و ألقى الليل أسراره في جُبِّ الكتمان.
و تنادت بعض ديَكةٍ تستدعي الفلاح و قمت أطلب صاحبي على وهنٍ، أطقطق عظامي من كسل وأفرك في عيني حسرة النّعسان.
و لقيَني أبو بُشيْلَة يربط تكّته و يتلكّأ بين الباب و الوصيد، قال:
-أما و قد فرغت فانصبْ و إلى الطريق فارغب، و لا تلتفت خلفك و امضِ حيث يُلْقيك السّبيل، و اجعلِ الوطنَ أين يبتلعك القبر، فإنّك لن تعدمَ يومها نائحا يقول كان و كان..
دخلت جارية تحمل طبقا، فأتبعتها عينا فاحصة فما وجدتها إلا كذاوي الخيال ذات حَسوم، و مرق في رأسي حينها صاحبي أبا بُشيلةَ فأردت أن أعرف ما ارتكن إليه في بعض تلكم المقاصير ذات النمارق و الحرير. قلت:
-يا جارية، ذاك صاحبنا فارتفقن به فإني و إياه كهاتين!
قالت:
-بل صاحبك و الغُنْمُ كهاتين، تالله ما سأل عنك و لا همَّه، فارتفق بنفسك و أطفِأْ عنك حُرقة الحليب!
و انصرفت غامزة.
و ضحكت و إذ بها تضحك، و الضّحك تواطأٌ كلّما غزلته الرموش و نسجته بالرّغبة وشاحاً من أثير.
و دارت بعض كؤوس و غُلِّقَت الأبواب و أسدلت السّتُر و ألقى الليل أسراره في جُبِّ الكتمان.
و تنادت بعض ديَكةٍ تستدعي الفلاح و قمت أطلب صاحبي على وهنٍ، أطقطق عظامي من كسل وأفرك في عيني حسرة النّعسان.
و لقيَني أبو بُشيْلَة يربط تكّته و يتلكّأ بين الباب و الوصيد، قال:
-أما و قد فرغت فانصبْ و إلى الطريق فارغب، و لا تلتفت خلفك و امضِ حيث يُلْقيك السّبيل، و اجعلِ الوطنَ أين يبتلعك القبر، فإنّك لن تعدمَ يومها نائحا يقول كان و كان..
Commentaires
Enregistrer un commentaire