خصلات الشعر الأسود تتماوج مع
النّسيم حول رقبةٍ كأنها جُمّارة، و الثوب حريرٌ شفّاف لم تنسج مثله يدا داود و لا
أيدي شياطينه، نسيجٌ يحُطّ برقّة فراشة على كتفين بلّوريين و منها ينحدر قليلا
ليلامس رأسيْ النهدين المتحفّزين دوما ثم يهوي حتى تمسكه مؤخرّة الثلج.
توقّفت عربةٌ هيكلها من عاج
الفيَلة الطبيعي و معشّقة بقصب الذهب و الفضة و عجلاتها من زمرّد، و يتقدّمها جياد
أربع بأعراف كأنها خيوط الكريستال البوهيمي، يتشظّى النور منها إلى ألف لون،
كعوبها من جوهر لم يشهد التاج البريطاني
لها مثيلا و لا حوَت لها نظيرا مناجم ليبولد الثاني.
صعقها مشهد الحوذيّ. له جسم رياضي
و يغطي رأسه بمظلة من سعف نخيل الجنة و لم يكن له خرطوم.
انطلقت المركبة بهدوء أولا ثم إذا
هي تطير و تعلو فوق الأشجار الوارفات و انكشف المشهد جليّا: أنهار مختلف ألوانها و
قصور تتلألأ كالنجوم و جنانٌ مدهامّة تراءت من الأعلى كرُقع شطرنج متجاورات.
أخذتها الدهشة و جلال المنظر فلم
تنبه للحوذي يتأمل بهتتها و قد أرخى العنان لأفراسه.
مولاتي إن شئت غدا عند الأصيل
آخذك في جولة على أراضيك و قصورك و أنهارك، قال السائس و هو يدعك بأصابعه ما بدا
كأنه بَرغيٌّ أسفل بطنه.
-ما ذاك الشيء؟ قالت و هي تقوّس
حاجبا كأنه خَطٌّ رُسم بحبر صينيّ.
-إنه ختم يا مولاتي، لا أحد يملك
فتحه غيرك، ذلك مما أخْفِيَ لك من قُرّة أعين فلا تتلهفي حتى يكون أصيل غد الجمعة.
-و لم ليس الآن أو غدا؟!
-مولاتي!... أنت الآن ذاهبة إلى
موكب الأرامل و غدا جمعة و عليك حضور الخطبة التي يلقيها الكبير في ساحة السوق و
التمتع برؤية وجهه الكريم.
-Qh my God !
-Eh ! I call
that true love !
-لماذا يكلمني دائما بلغة الإنجليز؟!!
-مولاتي، إنها اللغة الرسمية
الثانية في الجنة إكراما لآل وندسور لموقعهم الرفيع من بيت النور المبارك.
-Good God !
-oooh ;That’ me
-لم أفجّر نفسي لأحضر خطبة الجمعة هنا، لم يخبروني
بالموضوع!
-Thou shalt not !
-Fuck that ! I
don’t give a fig!
-مولاتي لا يحق لك ذلك، هذا عمل غير صالح!
-صالح تركته في القرية يطبخ الشاي
و يجْرُشُ خصيتيه، أين النقابة؟ أين اتحاد مجاهدات الجنّة؟
و كان أن حطّت المركبة تلقائيا
بين مراكب أُخَر جاءت جميعها لمشاهدة موكب الأرامل.
يتبع؟؟؟؟
Commentaires
Enregistrer un commentaire