أيام
تمرّ السّحب بعبثها
الرمادي الكئيب مخلّفةً بُقعًا زرقاء من الصّفاء المتألّق كوميض نورٍ ينبعثُ بغير
إرادة.
نحو الأفق يهدأ المرتفعُ كهدوء أيامٍ شابها
الصّفاءُ فمضتْ تُكرر ذاتها بالاجترار، و تستقرّ الأنفاس و تبدو ثابتة دونما ثِقل
و لا طيش، و انفتحَ المشهدُ على فراغٍ ممُلّ و بعض النباتات المنتشرة هنا و هناك تسقط
ظلالها داكنةً مستطيلة فتلوح كأنّها رسْمٌ قبيحٌ لعلامات الثواني و الدقائق على شاشة
ساعة مُتْربَةٍ فقدت عقاربها منذ حين.
تبدو التلّة من الأعلى
كفوهةِ بُرْكانٍ يئست الزّمجرَةَ و كرهت تفاعلات الكبريت فآثرت الهدوء. و إذْ فقدت
صخبَ الثورة فقدْ استسلمت للهدوء دونما ضجر أو احتجاج، و فضّلت المراقبة عن كثب و
سمحت للبراعم القادمة مع الريح أن تُجرّبَ حظًّا بعيد المنال.
و كأنما يرتفعُ نسيمٌ باردٌ
مثخنٌ برطوبة عفنة ملطّخة بأنفاسٍ غاثّةٍ من الأسفل فيكشف بالقوّة عمّا خلف الأفق
ما أن تتلقّى الحواس التي بدأت في الاسترخاء لتوّها لكمة عارضَةً فتستفزّها كطنينِ
بعوضة في ليلِ السّهاد.
نحو الأسفل كانحدار
الزّمن ساقطًا إلى البرودة المطلقة نحو العدم حيث تُصهر الثواني مع الخطوات في
كثافة نُقطة ولَجت لتوّها بوابةً فاغِرَةً كفوهة تنّينٍ أسود لن تبرُقَ عيناه أبدا.
كأنّي ابتُليتُ بهذا
القلمْ__و لمْ أجْنِ من ذاكَ غير الألمْ
Commentaires
Enregistrer un commentaire