أفاق تحت ضربات أصوات صاخبة،
تململ قليلا بما يكفي ليتبيّن أن اليوم جمعة. تثاءب دون أن يفتح عينيه و مدّ يده
فحكّ خصيتيه ثم سوّى قضيبه المنتصب، ابتسم في قرارة نفسه و زمّ شفتيه علامة الرضا
ثم انبطح على بطنه و احتضن المخدّة.
ما أن احتكّ قضيبة المنتفخ بالفراش حتى تملّكته رغبة ملحّة في مضاجعة ابنة الإمام.
أطلق العنان لخياله.
منذ سنوات و هو يخيط مكاتب التشغيل و الإدارات و المصانع و يملأ الاستمارات و يرسل المطالب و الالتماسات و يقابل أشخاصا و وساطات و معارفَ و مسؤولين و بوّابين و حجّابا و لكن ضربة الحظّ لم تقدح شرارَتها بعد.
عمل هنا و هناك لتحصيل بعض النفقات اليومية، أكلت "المرمّة" و أشغال الدّهن كبده و هو خرّيج الجامعة، و عادت يداه خشنتان و هو صاحب القلم. و ساقه عبث القدر و النقمة و اليأس إلى التبلّد.
البارحة كانت ليلة كبيرة، اجتمع الرفاق في سهرة عند أحد الفجاج على طرف المدينة، لم تكن السهرة الأولى و لن تكون الأخيرة، و لم ينفضّ الجماعة إلا حين تناهى صوت الإمام من المئذنة الجديدة. يذكر أنه تساءل كيف بلغ الصوت كل ذاك المدى، و اقتنع أن الأمر عائد لا محالة للتجهيزات الجديدة.
استحضر ابنة الإمام لكنه عجز عن خلق مشهد رومانسي لبداية اللقاء فآثر الطريق المباشر. و راح يستعيد المشاهدَ التي رسخت في ذاكرته و وجد أن الوضعية المناسبة هي أن يباشرها في وضع السجود.
دار الإمام في زقاق عميق خلف المسجد أما منزله ففي الجهة المقابلة حيث يفصلهما الطريق الكبير. و من الطريق الكبير يمرّ الجميع و منهم ابنة الإمام.
أيام تلك الثورة بنى "فاعل خبر" المسجد، و منذ تلك اللحظة التي ارتفع فيها أوّل أذان و عدد اللحى يزداد و كأنها تنبت بالنيّة و تُسقى من إسباغ الوضوء و معها تدنّت الأردية و أسدلت الحُجب.
تذكّر ساعة تنصيب الإمام و كيف ضجّ الحيّ بالتكبير و خفقت الرايات و الجلابيب السود و تماوجت سادّةً الطرُق في يوم مشهود، و بدت له ابنة الإمام تتوسطّ موكب الأخوات و لاحت له بكل وضوح في خمارها الفضفاض عارية تماما بنهديها المنتصبين و عانتها الحليقة و مؤخّرتها التي تملأ الحِجْرَ و تفيض.
شعر بانتصاب جِدّيّ و أحسّ بالدماء تفور في شرايينه و مدّ يده مرّة أخرى ليسوّي قضيبه و أحسّ بكومة اللحم تكاد تنفجر فقرّ تغيير المشهد.
عاد الصّوت ثقيلا كأنّ الرّيح أمالته فانحدر ثقيلا من الصّومعة ليُطبق عليه فأطبق المخدّة على رأسه مسترقا الأنفاس و تفتّح المسرح عن مشهد ابنة الإمام أعلى المئذنة تدعوه و رأى نفسه يصعد الدّرج فتصاعد لُهاثه فارتعشت ركبتاه، فغضّ الطرف مستعجلا المشهد التالي و وجد نفسه يشرف على المدينة بينما لاح له في الأسفل حشد من الملتحين يقودهم الإمام و قد همّوا باقتحام المكان. تساءل بحسرة لماذا! لماذا كل سكّان الحيّ ضاجعوا ابنة الإمام إلا هو! و تملّكه الغضب فشعر أن قضيبه ارتخى. أزعجه ذلك فتململ على فراشه و أرسل يده تتدارك الخيبة و تمتم يلعن الإمام و اللحى القذرة ثم عاد يجمع شتات المشهد.
لا زال معتصما في صومعته و ابنة الإمام تنظر إليه بعين ذابلة بينما ترتفع إليه تهديدات الإخوة في الأسفل و مهمهات المارّين و قد أثار فضولهم الحدث و لاح له في البعيد- عند تلك الفجاج بعض أصحابه يشيرون إليه رافعين القوارير عاليا على أسنّة الخيزران.
ألحّ عيه السؤال. لماذا إلا أنا؟!
كل سكان الحي و الأحياء المجاورة دخلوا بين فخذيها و ركبوها، و بعضهم يروي أنّها تصبح لواطية عندما يغيب القمر، حتى "بودرنّة" المجنون أفرغ شحنته في أحشاءها و استعاد عقله لشهرين كاملين!
و قرّر أن ينهيَ الأمر مرّة واحدة، و انقضّ عليها.
و في تلك اللحظة ارتفع صوت الأذان و تبدّد المشهد.
ما أن احتكّ قضيبة المنتفخ بالفراش حتى تملّكته رغبة ملحّة في مضاجعة ابنة الإمام.
أطلق العنان لخياله.
منذ سنوات و هو يخيط مكاتب التشغيل و الإدارات و المصانع و يملأ الاستمارات و يرسل المطالب و الالتماسات و يقابل أشخاصا و وساطات و معارفَ و مسؤولين و بوّابين و حجّابا و لكن ضربة الحظّ لم تقدح شرارَتها بعد.
عمل هنا و هناك لتحصيل بعض النفقات اليومية، أكلت "المرمّة" و أشغال الدّهن كبده و هو خرّيج الجامعة، و عادت يداه خشنتان و هو صاحب القلم. و ساقه عبث القدر و النقمة و اليأس إلى التبلّد.
البارحة كانت ليلة كبيرة، اجتمع الرفاق في سهرة عند أحد الفجاج على طرف المدينة، لم تكن السهرة الأولى و لن تكون الأخيرة، و لم ينفضّ الجماعة إلا حين تناهى صوت الإمام من المئذنة الجديدة. يذكر أنه تساءل كيف بلغ الصوت كل ذاك المدى، و اقتنع أن الأمر عائد لا محالة للتجهيزات الجديدة.
استحضر ابنة الإمام لكنه عجز عن خلق مشهد رومانسي لبداية اللقاء فآثر الطريق المباشر. و راح يستعيد المشاهدَ التي رسخت في ذاكرته و وجد أن الوضعية المناسبة هي أن يباشرها في وضع السجود.
دار الإمام في زقاق عميق خلف المسجد أما منزله ففي الجهة المقابلة حيث يفصلهما الطريق الكبير. و من الطريق الكبير يمرّ الجميع و منهم ابنة الإمام.
أيام تلك الثورة بنى "فاعل خبر" المسجد، و منذ تلك اللحظة التي ارتفع فيها أوّل أذان و عدد اللحى يزداد و كأنها تنبت بالنيّة و تُسقى من إسباغ الوضوء و معها تدنّت الأردية و أسدلت الحُجب.
تذكّر ساعة تنصيب الإمام و كيف ضجّ الحيّ بالتكبير و خفقت الرايات و الجلابيب السود و تماوجت سادّةً الطرُق في يوم مشهود، و بدت له ابنة الإمام تتوسطّ موكب الأخوات و لاحت له بكل وضوح في خمارها الفضفاض عارية تماما بنهديها المنتصبين و عانتها الحليقة و مؤخّرتها التي تملأ الحِجْرَ و تفيض.
شعر بانتصاب جِدّيّ و أحسّ بالدماء تفور في شرايينه و مدّ يده مرّة أخرى ليسوّي قضيبه و أحسّ بكومة اللحم تكاد تنفجر فقرّ تغيير المشهد.
عاد الصّوت ثقيلا كأنّ الرّيح أمالته فانحدر ثقيلا من الصّومعة ليُطبق عليه فأطبق المخدّة على رأسه مسترقا الأنفاس و تفتّح المسرح عن مشهد ابنة الإمام أعلى المئذنة تدعوه و رأى نفسه يصعد الدّرج فتصاعد لُهاثه فارتعشت ركبتاه، فغضّ الطرف مستعجلا المشهد التالي و وجد نفسه يشرف على المدينة بينما لاح له في الأسفل حشد من الملتحين يقودهم الإمام و قد همّوا باقتحام المكان. تساءل بحسرة لماذا! لماذا كل سكّان الحيّ ضاجعوا ابنة الإمام إلا هو! و تملّكه الغضب فشعر أن قضيبه ارتخى. أزعجه ذلك فتململ على فراشه و أرسل يده تتدارك الخيبة و تمتم يلعن الإمام و اللحى القذرة ثم عاد يجمع شتات المشهد.
لا زال معتصما في صومعته و ابنة الإمام تنظر إليه بعين ذابلة بينما ترتفع إليه تهديدات الإخوة في الأسفل و مهمهات المارّين و قد أثار فضولهم الحدث و لاح له في البعيد- عند تلك الفجاج بعض أصحابه يشيرون إليه رافعين القوارير عاليا على أسنّة الخيزران.
ألحّ عيه السؤال. لماذا إلا أنا؟!
كل سكان الحي و الأحياء المجاورة دخلوا بين فخذيها و ركبوها، و بعضهم يروي أنّها تصبح لواطية عندما يغيب القمر، حتى "بودرنّة" المجنون أفرغ شحنته في أحشاءها و استعاد عقله لشهرين كاملين!
و قرّر أن ينهيَ الأمر مرّة واحدة، و انقضّ عليها.
و في تلك اللحظة ارتفع صوت الأذان و تبدّد المشهد.
"سأضرب مؤخرة ابنتك يا ابن
القحبة".
هبَّ واقفا و اتّجه إلى الحمّام. طال وقوفه هناك
و هو يفرغُ مثانته و خيط البول يتردّى بُخارا و فقاقيعَ و لا ينقطع. عزا ذلك إلى
جِعة البارحة غير أن حالة الانتصاب المستمرّة أزعجته.
كشط حفنة ماء على رأسه و مسح عينيه و وجهه و تحوّل إلى المطبخ حيث وجد سطل البسيسة. كانت البسيسة غارقة تحت شبر من زيت رديء بدا كالدّرديّ و تُجلّلُه فقاعات صفراء مُقَزّزَة فاكتفى قناعةًً بنصف ملعقة أتبعها بنفسٍ طويل من الحنفية الصّدئة و راح يتحسّس جيوبه حتى عثر أخيرا على سيجارة نجت من هلاك محتّم.
عبرت خياله ابنة الإمام تنزل الدّرج اللولبيّ الضّيّق للصومعة رافعة جلبابها بيديها و طرقاتُ كعبيْ حذائها العالي كلدغات عقربيْن أسودين تجولان في شرايينه. بدت مؤخّرتها مركز ثقل الكتلة المتحركة في خطّ مائل حيث تستكين القوى الداخلة إلى جوار الصفر.
حرّك رأسه كمن يطرد فكرة و لعن دروس الفيزياء و الإجازة التي لا تساوي منديل أنف و همّ أن يصرخ من القهر فمشى متداركا وضعه نحو النافذة المغلقة.
أطلّ من النافذة فإذا زبائنُ الإمام قضوا نُسُكهم و ملئوا الصندوق الحديديّ المنتصب في الصّحن و تدافعوا عبر الباب مُستنفَرين لينتشروا في الأرض. أقضّه طعم النيكوتين بين شفتيه و أزعجه عقب السيجارة المتهرئ فاشرأبّ و بصقه عبر الشبّاك الحديديّ متخلّصا منه، و في تلك اللحظة و هو يعيد رقبته إلى نصابها وقعت عيناه على ابنة الإمام.
كانت تتمايل في غنج غير عابئة بالإخوة المؤمنين، أو لعلّهم عضّوا البصر كي لا يلوّثوا إيمانهم المُجَدَّدَ لتوّه، و علكة اللبان كقلبٍ يفيض و يغيض تكاد طقطقاته تعبر الطريق لتُذكيَ الغيظ في صدره، و مؤخرتها في وضع الاستقرار فبدت له تلك المشية شبَقية مستفزّة. أغلق النافذة بضربة واحدة و كان عند الباب.
اسمها خديجة، بفتح الحاء، مواكبةً لحداثة الشرق و استنكافا شرعيا مُترعا بالولاء و البراء و التملّص من أسماء الأجداد، طالما شكّل اسمها لغزا بالنسبة له و كثيرا ما توقّف ليسأل ما العلاقة بين خْديجة جدّتها و عجيزتًها التي تهابها الملائكة و اسمها الفصيح، لكنه في كل مرة يغرق في ذلك الامتلاء الوثير فينصرف باحثا عن قشّة النجاة.
تقدّم حتى بلغ عمود الإنارة و التقت نظراتهما في مسار مستقيم، لوهلة بدا مسارَ سلام مُزهر، و الجسور تُمدّ أيام السلام، فأرسل غمزة.
و كان الرّدّ بين الجفاء و التّمنّع، إشاحَةٌ مُتذبذِبَة أقربُ إلى سكّين الخبز.
تمتم كلمات مخنوقة و هو يرفعُ يديه في قهر أو ربّما هو التوعّد، يبدو المشهد ضبابيا كالسماء التي بدأت تُجلّلُ وشاحها القاتم فيُهرول من تأخّرَ من العُبّاد حذر المطر.
حفّت خديجة خطوها، و بين الحين و الآخر تلتفت. أكان التفاتها رغبةً أو رهبة؟ من يدري! من حقّا يفهم النساء!
خمّن و أدار في رأسه بعض الأفكار، و قبل أن تبلغ ركن الجامع لتلج الطّريق المؤدّي إلى الزقاق كان يقفو أثرها. قدّر أن أبوها –الإمام- لن يغادر مقصورته قبل أن يستوفيَ صفوف المباركين بنجاح الخطبة النارية و المهنّئين و المبايعين و السّائلين في أمور دينهم و لاحت ابتسامة مقلوبة على طرف فمه، ربما ابتسم من مشهد المؤمنين أمام إمامهم و ربّما للحيلة التي قُُذفت ككبّة نورٍ في صدره.
أدركها عند ناصية الزقاق حتى عبّأ عطرُها خياشيمه و بينهما خُطوة. انتبهت لوقع خطوته و قرر أن يبدوَ هادئا رغم البركان الثائر في كل خلاياه.
صدرت خشخشة قوية من بوق المئذنة أرعبته فاهتزَّ مرتعدا و راح يلعن المتسبب و يغدق عليه سُبحة من النعوت اللائقة، و ما كان يتوقّف لو لم تصله قهقهات خديجة.
أكانت تسخر منه؟
لا يهم.
و ضحك أيضا.
كشط حفنة ماء على رأسه و مسح عينيه و وجهه و تحوّل إلى المطبخ حيث وجد سطل البسيسة. كانت البسيسة غارقة تحت شبر من زيت رديء بدا كالدّرديّ و تُجلّلُه فقاعات صفراء مُقَزّزَة فاكتفى قناعةًً بنصف ملعقة أتبعها بنفسٍ طويل من الحنفية الصّدئة و راح يتحسّس جيوبه حتى عثر أخيرا على سيجارة نجت من هلاك محتّم.
عبرت خياله ابنة الإمام تنزل الدّرج اللولبيّ الضّيّق للصومعة رافعة جلبابها بيديها و طرقاتُ كعبيْ حذائها العالي كلدغات عقربيْن أسودين تجولان في شرايينه. بدت مؤخّرتها مركز ثقل الكتلة المتحركة في خطّ مائل حيث تستكين القوى الداخلة إلى جوار الصفر.
حرّك رأسه كمن يطرد فكرة و لعن دروس الفيزياء و الإجازة التي لا تساوي منديل أنف و همّ أن يصرخ من القهر فمشى متداركا وضعه نحو النافذة المغلقة.
أطلّ من النافذة فإذا زبائنُ الإمام قضوا نُسُكهم و ملئوا الصندوق الحديديّ المنتصب في الصّحن و تدافعوا عبر الباب مُستنفَرين لينتشروا في الأرض. أقضّه طعم النيكوتين بين شفتيه و أزعجه عقب السيجارة المتهرئ فاشرأبّ و بصقه عبر الشبّاك الحديديّ متخلّصا منه، و في تلك اللحظة و هو يعيد رقبته إلى نصابها وقعت عيناه على ابنة الإمام.
كانت تتمايل في غنج غير عابئة بالإخوة المؤمنين، أو لعلّهم عضّوا البصر كي لا يلوّثوا إيمانهم المُجَدَّدَ لتوّه، و علكة اللبان كقلبٍ يفيض و يغيض تكاد طقطقاته تعبر الطريق لتُذكيَ الغيظ في صدره، و مؤخرتها في وضع الاستقرار فبدت له تلك المشية شبَقية مستفزّة. أغلق النافذة بضربة واحدة و كان عند الباب.
اسمها خديجة، بفتح الحاء، مواكبةً لحداثة الشرق و استنكافا شرعيا مُترعا بالولاء و البراء و التملّص من أسماء الأجداد، طالما شكّل اسمها لغزا بالنسبة له و كثيرا ما توقّف ليسأل ما العلاقة بين خْديجة جدّتها و عجيزتًها التي تهابها الملائكة و اسمها الفصيح، لكنه في كل مرة يغرق في ذلك الامتلاء الوثير فينصرف باحثا عن قشّة النجاة.
تقدّم حتى بلغ عمود الإنارة و التقت نظراتهما في مسار مستقيم، لوهلة بدا مسارَ سلام مُزهر، و الجسور تُمدّ أيام السلام، فأرسل غمزة.
و كان الرّدّ بين الجفاء و التّمنّع، إشاحَةٌ مُتذبذِبَة أقربُ إلى سكّين الخبز.
تمتم كلمات مخنوقة و هو يرفعُ يديه في قهر أو ربّما هو التوعّد، يبدو المشهد ضبابيا كالسماء التي بدأت تُجلّلُ وشاحها القاتم فيُهرول من تأخّرَ من العُبّاد حذر المطر.
حفّت خديجة خطوها، و بين الحين و الآخر تلتفت. أكان التفاتها رغبةً أو رهبة؟ من يدري! من حقّا يفهم النساء!
خمّن و أدار في رأسه بعض الأفكار، و قبل أن تبلغ ركن الجامع لتلج الطّريق المؤدّي إلى الزقاق كان يقفو أثرها. قدّر أن أبوها –الإمام- لن يغادر مقصورته قبل أن يستوفيَ صفوف المباركين بنجاح الخطبة النارية و المهنّئين و المبايعين و السّائلين في أمور دينهم و لاحت ابتسامة مقلوبة على طرف فمه، ربما ابتسم من مشهد المؤمنين أمام إمامهم و ربّما للحيلة التي قُُذفت ككبّة نورٍ في صدره.
أدركها عند ناصية الزقاق حتى عبّأ عطرُها خياشيمه و بينهما خُطوة. انتبهت لوقع خطوته و قرر أن يبدوَ هادئا رغم البركان الثائر في كل خلاياه.
صدرت خشخشة قوية من بوق المئذنة أرعبته فاهتزَّ مرتعدا و راح يلعن المتسبب و يغدق عليه سُبحة من النعوت اللائقة، و ما كان يتوقّف لو لم تصله قهقهات خديجة.
أكانت تسخر منه؟
لا يهم.
و ضحك أيضا.
~ بوكوفسكي ~
Commentaires
Enregistrer un commentaire