سلّم الإمام منهيا صلاة الظّهر ثم التفت إلى مأموميه مبتدرا التسبيحات. عَبَثا حاولوا اقناعه أن المعقّبات لا تُتلى جماعةً و أن ذلك مخالف للسنّة. عبثا كان. خمسون عاما مرّت و هو في محرابه ذاك لا يحيد عما تعلّمه من شيخه الإمام، و لهذا ورث الإمامة و المفاتيح معا. همّ سي ڨدّور الأن يبتدر السُّبحة و إذ بأحدهم يرفع صوته زاجرا. كان أحد الأعضاء الدائمين في المسجد يُعنّف في ما يبدو أحد الرّواد الجدد الذين أوقعتهم لاقطات البث الفضائي. قال العجوز و هو يرغي: التاحيات الزاكيات هكذا و أطبق الوسطى على الابهام و حرّك السبّابة، لا تتركْ الفراغ أبدا بين الوسطى و الإبهام فإنّ سيّدنا علي فعل ذلك فمرق الشيطان من تلك الفتحة و لكنه استطاع مسكه و هو سيدنا علي و ليس أنت... و أتبع ذلك في غضب: لا أدري من أين تأتون بهذه البدع. همّ الحريف الجديد أن يحتجّ و يدحض الحجّة مما تعلّمه من قنوات البوخاري و لكن سي ڨدّور كان قد مسك طرف الحديث. كلامه يقطر دُررا: إن جئتَ تتعلّم علّمناك و إن جئت تُعلّمنا طردناك. ينتهي. كان ذلك منذ سنوات خلت. أما الآن فهو لا ينظر إلى أولائك الزبائن و لا يُقيم لهم وز...