Accéder au contenu principal

Articles

Affichage des articles du novembre, 2016
الباب المقبّى بالرخام الأبيض على النمط التركي المهجن بمسحة مراكشية، مفتوح على مصراعيه.  في الداخل يتسارع وقع الدفّ و الدربوكة فيغطّي بحّة الحناجر المتعبة و شنشنة الأساور الذهبية اللامعة. الصحن يجمع أربعة واجهات معا ليرسم مربّعا أندلسيا بقرميد أحمر مفتوحا إلى سماء ملبّدة بغيوم رصاصيية تنذر بسقوط عاجل، و نسائم شمالية تهوي خفيفةّ و ترتدّ مثقلة بعبق الأجساد الملتهبة لتتشظى على حواف السقف. تحت البرط ال -هي في الواقع أربعة براطيل تتحد على اسطوانات دقيقة من رخام متوّجة بورق العنب و يتدلى في إنائها قناديل مربّعة و تتوسّط الصحن نافورة معطّلة تحاكي بيتا دمشقيا عتيقا. حجرة السيّدة مفتوحة و الضريح مُزمّلٌ بالأخضر و أطياف لهب الشموع من حوله تتراقص مع الأرواح الهائمة للبخور ثم تتسلل سابحة في بحر كثيف من الأنفاس و الهذيان و الحرقوص و الحنّاء و اللوبان. كلّ خميس يأتي الناس للزيارة من كل مكان، من الجبال و الصحراء و البحر و ما وراء البحر و يَشرق بهم المقام حتى يغصّ إذا حلّ الصيف و العرق. في كلّ جسدٍ أفعوان، يُزْهرُه النّقرُ و يهيّجه الدقّ فيتلوّى و الأنفاسُ فحيحٌ و آهاتٌ مكلومةٌ مكتومة تنتظر الخ...
ذات زمان Once upon a time كان يسكن معنا في الضيعة –كلب. له اسم و بيت و آنيتان- واحدة للطعام و أخرى للماء- و عنده رفقة و عمل قارّ و حمّام في الصيف و تلاقيح كلّما مرّ بيطريّ الحكومة. كانت الأتان رفيقته في العمل، و كانت كثيرة الشكوى و الثورة أيضا، أمّا القطّ ففوضويٌّ كسول. وجب عليّ أن أنبّه أن لا علاقة لقصّتي بابن المقفع و لا لافونتين. ذات يوم مزدحم بالأشياء، سها أحدهم فلم يحكم رباط الأتان فانطلقت متحررة من عقال المسؤوليات تنشدُ أفقا رحبا و كلأ طريا و مرتعا ذي زهر و خضرة. القطّ من مرصده الآمن فوق السّقف المشبّك بالعشب الجافّ كان يتابع المشهد بنصف عين و اكتفى بإشارة من يده أنّ الطريق سالك، ثم أطبق الجفن في حين ظلّ ذنَبُه يتثعبنُ دون جرس. ساعةَ غفلة و الكلب يحصي الخراف الثاغية و عينه على مناوشة قد تستفحل بين ديكين، و الأتان كأنها تحملها نسائم الضحى... حتى أخفاها الغياب. بعد ساعة تقريبا خرجت أمي العجوز في جولة تتفقّد الأنحاء، و حين افتقدت الأتان، نادت الكلب باسمه فجاء مرحبا: -أين الأتان يا ابن الكلب؟ و أشارت بيدها إلى المكان الخالي و الحنق يملأها و الحيرة تنهشها، و تكاد أن تنهال عليه بنع...
أحبّ الربيعَ كثيرا و فصل الخريفِ  إذا ما تجبّرْ و صيفَ السَّهارى و غمز النجوم إذا الصبحُ أسفر و أما الشتاءُ فإنّي إذا فَتَّحَت زهرَة اللوزِ أكمامها و ليمونَةٌ من شذاها  النّسيمُ تعطّرْ أراقِبُ ليلَ العيونِ إذا البدرُ  فيها تدثّر يسامرُ وَرْدًا على خَدّها  و شيئًا فشيئا... -و في لفحة الدّفء- يُزْهِرْ و إنّي لهذا أحبّ الشتاءَ و أُكثِرْ
أفكّر... ليس بعيدا عن الجدار. ثمّ أعود إلى النقطة الأولى، أقطع عهدا لنفسي أن لا أفكّر ثم أعود إلى الجدران أفحصها... أبحث عن شيء أجهل صورته كالأثر المتخفّي ههنا كنت أقول لنفسي: العهد يبقى خالدا كما الآلهه و حين أنظر في وجه السماء أرى: آلهة تنقض العهد و بعد ذلك تنساه قلت لظني: ليس الخلود فقط للآلهات، كنْ أنتَ أيضا! من طينة الآلهة الأولى، تلك التي تمطر الأفكار في الخريف و تحصد الكلمات في ضياء القمر، تلك التي هجرت للأبد... تبحث عن نفسها في نفسها. ثم أعود لفكرتي... إلى ظلال الظلّ حيث كنت. أعلم أنّ الآخر المقنّعَ يسكنني كالأوقات الطويلة في وحدتي، يبحث عنّي هذا الآخر أيضا حدَّ الانتظار لينتظرْ! ربما حان الأوان، و ربّما لم يحنْ بعدُ لا أحد يعلم شيئا لا يراه خارج سور الانتظار داخلنا، و القلق الدّائريِّ كالنهار. لكنني لن أبقى قائما أحرُس دائرة الزّمان كالقمر الوسنان بالشحوب... كأنّني وحدي آلهة المجد، و الوجد و القبل المسروقة مني و من ا...
طعم الدمْ  و رائحة الضّباب   صديد من خرابٍ بطعم العود و اللّوبان و اللوز  على الجمر المقنّع في جبيني و فيه مرارةُ الصّمْتِ الذي لم يدُمْ و نبضةُ شهوةٍ و ألمْ و حبٌّ نابتٌ عبثا و كرْهٌ يعتلي نُصُبا على غيمِ الجبال ما لي لا أرى غسقًا و لا شفقٍا يُهدْهدُني و يحملني بعيدًا بعيدا خلف أركان السّماء قلت لمعصمي همسا: أرقْ من كفّكَ الموت على الآهات و الشّعر و الشّجر النديِّ و أبطال الحكايا الغابرات و كلّ فروعها الصّفر و أشباه الحِكمْ سألت يدي و قلبي من كتب الشقاء على دمائي؟ و من كتب الخلود على النَّعَمْ و من صنع القلم! من قصب الخناجر و الضّلوع منْ؟ سؤال خافت الصّوت و أسئلة تعود بنا لبدء و إنّ البدْءَ كانَ عدمْ
نسيمٌ  باردٌ  مثل الملائكة العُرات و صوت هامسٌ مثل الحريق و أربعةٌ من القبُلات مُهملةٌ على الرّفّ و عينٌ ترسُمُ النبضاتِ خافِقةً إلى الشّمسِ و لا شيء عدا الكلمات
يا بَقايا الأرْض و الطُّرُقِ في مَهَبِّ التّوْقِ في ثَرى الأمْسِ في غُبارَ القَصَصِ المنْسِيِّ أيُّها القَطْرُ الجديد أحْسِني مثوايَ   إنّي شريد و غريبٌ عابِرٌ و بعيد
كما سبق العمرُ خطاه، بين غيضٍ و فيض... أ-بين الأخشبين الشمس أوتار، و القمرُ بساط الريح . ارتجافة الكلِمِ فراشة و دثاره شرنقة...و يقرأُ كنملةٍ حكيمة. ب- الرؤيا تنتصبُ الأرض و تنفُض عن جبينها دُوارَ السّفر ،وأجنحتي من شمع. و شجرة ملعونة أهازيجُها، و عندها عَنّابٌ و ماء. هدوء. ج-في الغار أهدهدني بأغنية من شفاه القرنفل، و أدثّرني بلمساتٍ من خدود الورد ...عسى يطول الحلم. و أغمض جفنيَّ ، أخطُّ و أخطّ ،و أرسم على وجه الليل لوحةً بيضاء، و أنفُض سُدُما عن وَثَنٍ أنهكه النسيان و قَضَّهُ ركن الخُمول. و أشرقت نجماتٌ يَغمزن نجْما، فأضوى قصيرُ العمرِ و غار... و فاضت الروح شهابا. ثُمّ تناسخَتِ الأرواح. د-مدنية يدٌ و غريق، و استحرَّ الموتُ في الحياة، وأويت الى فيروزتينٍ في مقلتيّ. َ و دمي عقيق، على نَحْرِها. أطْلَعَتْ أغصانُها الشَّجَرَةُ: رمحٌ و قلمٌ. و امّاعَتْ نَفْسي كالنّدى. هـ-يوم الغدير ماءٌ يلثم ماءً. فراشةٌ بأناملَ من حرير تُداعبُ قُطيْرة ماء بقبلةٍ من أثير. و غار البدرُ من قمري. و-تحت الشجرة انشقّ البدرُ مثليْن و انتصبا على بحر المرمر فُلْكَيْنِ ثمّ تعاهدا... دنت الشمس قاب رأ...