Accéder au contenu principal

Articles

Affichage des articles du août, 2018

مغامرات عبسلام الموسم الرابع4

في بحبوحة المجد الحلقة 4 أما الشاعر فتملّكه الرّعب و صاح يستغيث بالشيّخ و يسترحم حامل السكّين. و انتصب الشيّخ واقفا عند العرش و علائم الغضب بادية على وجهه و نادى المسمّى الصادق: -مهلا يا حاج، إنّما بكم نُصرت، ألئن سمعتني أقول "سُدَّ دُبُرَه" أكنت تسدّ دُبره؟! قال الحاج و هو يمسك بطرف لسان الشاعر: -أما و الله لو قلت لي خُض هذا البحر بين رادس و بنطلاريا لخُضته، فكيف لا أسدّ دبره و لا أقطع أطرافه من خلاف و قد كُلّفنا بذاك! قال الشيخ: -بوركت، فبأمثالك نُصرتُ، و لكني ما قصدت قطع لسانه. أقبل عبسلام، و اشرح لهم ما غَمُض، فأنت جذيلها المحك! و جاء عبسلام و قد ذهب عنه الرّوع نافخا صدره، قال: -أما شيخي، أيها الحضور الكريم، و هو كما علمتم الحليم الكريم الحِلّ ملبسُه الطيّب معدنه فقد أمركم أن تكتبوا اسمه في ديوان المؤلّفة قلوبهم حتى لا يكون للناس عليكم حجّة، فامضوا بما أمرتم و أجزلوا له العطاء، فإنا نحن من صَنَع العطايا، و أندى العالمين بطون راح. و أجهش من كان اسمه الحاج الصادق بينما أغميَ على المدعو لطفي، و هاجت القاعة بالتصفيق. قال الشيخ: نعم، نحن الذين إن ...

مغامرات عبسلام الموسم الرابع3

في بحبوحة المجد الحلقة 3 طوّفت روح عبسلام في مدارات وردية و زرقاء تعجّ بالحياة و الألق حتى استقرّ كوكبها في ذلك البستان عند أسوار أغماتَ، أرتعب لمرأى الحمار الذّكر يتشمّه . في الهيكل، و تحت ثريّا القناديل، كان المُسمّى الصحبي يتعصّر خاشعا، تُلْقي عليه الظّلال مهابةً و جلالا، أكمل الوِرْدَ جامعا كلّ شتاتٍ، فلم ينسَ حرفا و لم يهمل غُنّةً و لم يتهاون في ادغام و لا وصل و لا وقفٍ، كما أملاه عليه شيخه ذات أصيل في بعض حلقات الذكر أيام سنين الجمر . و اختفى الصّحبي عن الكامرا و عن أعين الملائكة الموكلين و الذّبابة الخضراء و الشّجر و الحجر و العالمين، عدا عينيْ شيخه المهيب . حشرج عبسلام و حرّك يده كأنما يهشّ شيئا، ثم عادت الحشرجة أكثر استرخاء و لينا، ثمّ ثالثة كَسْلى . صاح الشيخ زاجرا : - كفى... يزّيه ! و انتفض عبسلام، و سُمع صوتُ عُطاسٍ أو ربما ضراطٍ، غطّاه دُوَّةٌ قريبةٌ و صفْقُ أبواب، شهد الناس فيما تلى أن اعصارا محلّيا رُئِيَ يُدوّمُ فوق المعبد الأزرق . و استوى عبسلام جالسا و رجلاه ترتعشان متدلّيتان من على طاولة الاجتماعات . و لبث كذلك في سُبُحاته حينا محمدلا محوقلا مهللا مس...

مغامرات عبسلام الموسم الرابع2

لبث عبسلام في صرعته خامدا لا يعي، و الوزير يجسّ و يقلّب ذات اليمين و ذات الشّمال و شيْخهم باسط ذراعيه بالدّعاء. و بين الرّؤى و الأحلام سرح عبسلام    كأنه أحد الملائكة الطوّافين. رأى نفسه يعمّي الأثر بكرَّة زربٍ في حوطة الأميرة، و شاهد كيف راوغ حرس الخليج في طَرْحَةِ دلاّع، و ألفى روحه تحنّ لنهاوند و جارية السّطح، و عُرضت أمامه الآياتُ في أكناف المُرادية و باب الوادي، و كأنما خُضّت مشاعره لما رأى جسده مسجّى على مصطبة قاعة العرش في مملكة جنّ سليمان الحكيم في وهاد الأطلس و الرّيف.  و كان قد استيأس الوزيرُ، و همّ يُعلن الجُثَّة في حالة وفاة، و كاد يُعلَن الحداد، و من كان شيخه الشّيخ لا يخيب، و لقد رأينا الآيات من قبّلُ و أيقنّا مع الموقنين. و اندلفت ابنة الشيّخ تنتحب: أوّاه راح القويّ الأمين. و رمت الأربعة. و جئْنَ كلّ نساء الشّيخ يرفلن في السّواد محجّبات مبرقعات ضاربات خُمُرَهنَّ على الجيوب، و فيهن المُسَرولات السافرات الحازِقات مُعطّراتٍ بكلّ شَمٍّ نفيس، ثم انتحين حيث ركن الحريم، و انغمسن في نميمة صاحبات الخدور. و ساد الصّمت و ران، و حلّقت غربان الشّؤم تنعق، و ت...

مغامرات عبسلام الموسم الرابع 1

في بحبوحة المجد الحلقة 1 اجتمع الملأ في جبل اللذة بين عصرٍ و مغرب و قد مالت الشّمس فأغرقت الهيكل في –الضّلال- و تمايلت الأفنان الرقيقة ما أن هبّ نسيم بحريّ فاقشعرّ لها جسد الشّيخ المتورّك على كرسيّه –ثمّ أناب. رفّت ستائرُ رقيقةٌ من خلَل قَضبان البرمقلي فبدت كأجنحة ملائكة تتنزّل بالأمنَة و السلام و تثاءب الشّيخ و قد ارتخت عضلاته حتى أن ريحا طيّبة جَرتْ من قبل مقعدته التي تدور في فلكها الأنحاء و الأشياء. مسح عبسلام- القاعد في ظلّ العرش- أرنبة أنفه في حركة عفوية تتّسم بالبلاهة التي تُميّز المحظيين في مقام القرب و المباشرة، أين تُرفع السّتُرُ و تُنتَهك الحجب، يُغنيهم الصّمت بالوحي الموصول عن جهد الكلام و دناءة الرّمز و الحديث. همس شخصٌ ما "ألّي شَمّها لمّها" و ران الصّمت من جديد حتى خرقته ذبابة خضراء. صاح الشّيخ مغتبطا و في حلقه حشرجةً خلّفتها نسائم الكورندار: -هذه الذّبّانة تُبشّر بالرّبيع، خلّوها إنّها مُرسلة. و تنحنح ثمّ يصق في طرف لحفته و عاد يستوي على العرش، فيما راحت يده تحكّ ما تحته و عيناه ترقصان متتبّعتين مسار الذبابة بشيرَ ربيع العرب- حتى احولّتا، و ال...