في بحبوحة المجد الحلقة 4 أما الشاعر فتملّكه الرّعب و صاح يستغيث بالشيّخ و يسترحم حامل السكّين. و انتصب الشيّخ واقفا عند العرش و علائم الغضب بادية على وجهه و نادى المسمّى الصادق: -مهلا يا حاج، إنّما بكم نُصرت، ألئن سمعتني أقول "سُدَّ دُبُرَه" أكنت تسدّ دُبره؟! قال الحاج و هو يمسك بطرف لسان الشاعر: -أما و الله لو قلت لي خُض هذا البحر بين رادس و بنطلاريا لخُضته، فكيف لا أسدّ دبره و لا أقطع أطرافه من خلاف و قد كُلّفنا بذاك! قال الشيخ: -بوركت، فبأمثالك نُصرتُ، و لكني ما قصدت قطع لسانه. أقبل عبسلام، و اشرح لهم ما غَمُض، فأنت جذيلها المحك! و جاء عبسلام و قد ذهب عنه الرّوع نافخا صدره، قال: -أما شيخي، أيها الحضور الكريم، و هو كما علمتم الحليم الكريم الحِلّ ملبسُه الطيّب معدنه فقد أمركم أن تكتبوا اسمه في ديوان المؤلّفة قلوبهم حتى لا يكون للناس عليكم حجّة، فامضوا بما أمرتم و أجزلوا له العطاء، فإنا نحن من صَنَع العطايا، و أندى العالمين بطون راح. و أجهش من كان اسمه الحاج الصادق بينما أغميَ على المدعو لطفي، و هاجت القاعة بالتصفيق. قال الشيخ: نعم، نحن الذين إن ...