- حَدّثَ زكرة بن نافخ قال:
- كُنْتُ اعتزمتُ زيارةَ البيت،بعد أن منّ الله عليَّ بصابةِ زَيْت،فقَرْفَصْتُ أحْصي الأيّام،و أوَطّنُ النّفْسَ على الإسلام،و أعدُّ زادَ السّفر،مما تيسّرَ من قصار السّور،و من الدّعاء ما حضر.
- و اتَّخَذْتُ في المسجد اسطوانة،أذكّرُ الناس بأهوال الجبّانة،لعلّهم يتوبون،و إلى ربّهم يهرعون،و أزيّنُ لهم الحجَّ و العُمرة،و رَمْيَ الشّيطان بالجمرة،و التصدّقَ و لوْ بالقطْمير من التمرة....
- و لأنّه لا سفرَ قبل الرّفيق،و لا طريق إلاّ بالرُّغاء و النّهيق،فقد تصيّدت أحد الجيران،من ذوي الشّان،و أفْسَحْتُ له مجلسا إلى جواري،و جعلْتُ إليْه عيْبَتي و أسْراري،حتّى يحينَ أوان الرّحيل،و تَغْبَرّ السّبيل-إلى البيت الجليل.
- و كان اليوم الموعود،و حضر الشّاهدُ و المشهود،و أولمنا للأضْياف،كَسَاكِسَ و مَقارِنَ من كلّ أصْناف،حتى إذا فرغ القدر،وَرَفْرَفَتِ الرّاياتُ الخُضْر...عَجْعَجَ في مَجامِرِهِ البخور،و ملأ الخياشمَ و الّصّدور،فَطَرَدَ كلَّ شيْطان غَرور.
- و سَارَ الرَّكْبُ في خُشوع،و أجهشَ الحاضرون بالدّموع،و امْتَزَجَ الزَّميرُ بالغِناء،و لَوَّحَتِ الأيادي في الهواء،...حتى أدرَكْنا مَرْبِطَ الطّائرات،فإذا هو فسيحُ الجَنَبات،قَدْ أناخَ فيه الجِمالاتُ العِظام،كَأنَّهُنّ من مَرْمَرٍ أو رُخام،فاقتربتُ من احداها حَذِرا،و قد تحيّرَ الفكرُ و سَدَرَ،فإذا وَسَطُها قدِ انْشَقَّ كالتابوت،كأنّهُ بَطْنُ حوت،و إذا بالزّحام يقْذفني إلى الجوْف،كَيُونس يَرْتَجِفُ من الخَوف،فقُمت أقرأ دعاء السفر،و شيْئا من الآيِ العَطِر.
- حتّى إذا أطْلِقَتْ العفاريتُ من قَماقِمِها...بَلَغَت الرّوحُ حلاقِمَها،لولا أنْ هَتَفَ صوتٌ كرِقَّة الأحلام،يُبَشِّرُنا بالسلام،و أننا الآن فوقَ الغَمام،فقام أحدُهم يُسبّح،و يشكُرُ ربَّه و يمدح،و كيف سَخّرَ لنا صناعة الكُفّار،و أنّهم لا مَحالَة في النار.
- و نَظَرْتُ من الكُوَّة إلى الأرْضِ،فإذا هي لا طولٌ و لا عرْض،...
- و ما هي إلا سُويْعاتٌ،حسبتُها لَحَظَات،حتى نادى الصّوتُ النّديّ:أنتم الآن فوق آبار علي،فانْزِعوا المَخِيط،و كلَّ ما ذُهِّبَ أوْ لِيط،و شُدّوا المآزِرَ شَدًّا،ثُمَّ رُدّوها رَدّا،و من قَصَّرَ أو قَلَّمَ،فَفِدْيَةُ رأْسٍ غَنَما،و من فسَقَ أو رَفَثَ،فَنَعْجَةٌ ثُلُث،و من ألْحَدَ فيه بظُلْمٍ،نَكَحْنَاه بِغَيْرِ عِلْم،...
- فارتفعت بالتّلْبِيَة الحناجر،و اغرورَقَتْ بالدّموع المحاجر،حتى لامسَتْ العجلات ،أسفلْت المدرّجات....
- つづく
شَلَبيّة/شَلْبيّة، شِلْبة، شلْبَبُّو، شْلَبّة المعاجم العربية لا تذكر في هذه المادة غير مدينة شِلب الاسبانية. بينما الواقع يؤكد تداول صيغ عديدة من الجذر "ش ل ب". مدينة شِلب Silbis أو CILPES جنوب اسبانيا البِيتِيّة (الأندلس بلغة الشريعة). [ بيتيّة bétique ، أشم في الاسم رائحة شيء مخفي إذا قارنا التسمية مع vetus ... تتأكد أكثر بالقاء نظرة على مدينة Salapia الايطالية Salapia vetus ... الأمر متعلّق بأرض قرطاج ]. و لا نعلم شيئا عن الأساطير المرتبطة بمدينة شلب. أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ ____ قُ وصَوْبُ الغمام ما كُنْتُ أَصْبُو ذَكَّرَتْنِي شِلْبًا وهَيْهَاتَ مِنّي____ بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلْبُ المعجم الانجليزي (رغم السقطات) يبقى أهم مرجع. إذا قارنّا بين "ش ل ب" و "س ل ب" و الأصل (السنسكريتي) الذي يقترحه المعجم الانجليزي، فإن المعنى يتّضح... sleep أي نام، ضَعُف، غفل،سُلِب الإرادة... أخطأ المعجم في مقابلة الكلمة بـ "صُحلب" رغم أنه يعرّف saloop على أنها مشروب مخدّر أ...
Commentaires
Enregistrer un commentaire