بدأ العرض مباشرة، الجوّ يعبق برائحة السعادة و شذى الحَبق و شيء قليل من زيت الخُزامى. الأصوات تتداخل، شهيق و زفير و صراخٌ و حشرجات و صمت، سلسلة إغماءات متقطّعة كفقاعات الصابون، و نداءات كالاستغاثة تتكرّر: Oh my god ـ يعقبها دائما نفس الصوت الجهوري: Yeh! you can get it. ليس للوعي فائدة مع الخلود، لهذا أبيح السّكر في الفراديس، و للسبب عينه أنشئت أنهار الشراب و حقول الكوكايين. -كم يدوم هذا؟ قالت الشهيدة السابقة في لحظة وعي أبوقيرية épicurienne حين ألفت نفسها على أربع. -الوصلة ال واحدة سبعون عاما يا أختاه، كأنك لم تصغي للشيخ محمد علي الشنقيطي! نبّه أحدهم بين أسنانه. -OH MY GOD ! -YET. YOU CAN GET IT ! في المجال المفتوح بين رمشين ذابلين منهكين تراءى في الأفق شيء كالغسق أو كالشفق القطبي متلألئ و مُخدّر لعلّه يُبشّر بنهاية يوم لذيذ، و انتابها الخوف، كما يحسّ أي فانٍ بنهاية شيء مؤلم صار عالمه زمنا طويلا. -انتهى الوقت، هيا انصرفوا، صاح من بدا أنه القائد. اصطفّوا... إلى الأمام سر! ما أن انصرف العضاريط حتى دخل عليها فريق خدمة الغرف و ثلاث جاريات و قهرمانة. -مولاتي غدا الخميس، بعد الحصة الصباحي...