Accéder au contenu principal

Articles

Affichage des articles du mai, 2018

نهاية التّرحيلة في خبر أبي بُشيلة

16 أشارت لي بالجلوس فانتابتني قشعريرة أثلجت منّي الشّوى، و كرهت أن أبدوَ كالمتلهّف فأرخيت منّي الوتر على طرف الأريكة أتصنّع الاستحياء و أظهر الأدب . دخلت جارية تحمل طبقا، فأتبعتها عينا فاحصة فما وجدتها إلا كذاوي الخيال ذات حَسوم، و مرق في رأسي حينها صاحبي أبا بُشيلةَ فأردت أن أعرف ما ارتكن إليه في بعض تلكم المقاصير ذات النمارق و الحرير. قلت : - يا جارية، ذاك صاحبنا فارتفقن به فإني و إياه كهاتين ! قالت : - بل صاحبك و الغُنْمُ كهاتين، تالله ما سأل عنك و لا همَّه، فارتفق بنفسك و أطفِأْ عنك حُرقة الحليب ! و انصرفت غامزة . و ضحكت و إذ بها تضحك، و الضّحك تواطأٌ كلّما غزلته الرموش و نسجته بالرّغبة وشاحاً من أثير . و دارت بعض كؤوس و غُلِّقَت الأبواب و أسدلت السّتُر و ألقى الليل أسراره في جُبِّ الكتمان . و تنادت بعض ديَكةٍ تستدعي الفلاح و قمت أطلب صاحبي على وهنٍ، أطقطق عظامي من كسل وأفرك في عيني حسرة النّعسان . و لقيَني أبو بُشيْلَة يربط تكّته و يتلكّأ بين الباب و الوصيد، قال : - أما و قد فرغت فانصبْ و إلى الطريق فارغب، و لا تلتفت خلفك و امضِ حيث يُلْقيك السّبيل، و اجعلِ الوطنَ أ...